للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يقبل المريض عصبيا زوجا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا كنت مخطوبة وباقي على زواجي ٦ أشهر فقط!!!! وعن قصة حب دامت ٥ سنوات حتى الآن. المشكلة أنني أحبه ولا أقدر أن أستغني عنه. وأنا تركته لمدة سنة كاملة لنفس السبب أنه إذا حصلت مشكلة بيننا وتعصب (يمد يده علي) والسبب الذي يدفعه لذلك هو سبب مرضي. ثم بعدها يرجع ويعتذر مني ويستسمحني حتى نتصالح وأسامحه. ولكن كنت فيها كالميتة ولا أستطيع إلا أن أفكر فيه وكنت يوميا أنام من كثرة تعبي من البكاء وكنت أشتاق إليه جدا. والله حالي كان يصعب على الكافر. وكان يكلمني أسبوعيا في تلك الفترة وكنت أصده وأغلق السماعة بوجهه! وعندما يأتي أحد من أصدقائنا ليصالحنا أقول لهم إنني نسيته وإنني أكرهه وأن يقولوا له أن يبتعد عن طريقي لأنني كرهته. وبعد ما مرت علينا سنه هاتفني كعادته ووجدت نفسي لا أصده وترجاني ألا أغلق السماعة فسمعته وطلب أن نرجع لبعض وخلال كلامه معي كان شريط ذكرياتي السعيده معه يدور في رأسي وتمنيت أن ترجع هذه الأيام الجميلة, فجاوبته بأنني أريد فترة كي أفكر في موضوع رجوعنا ففرح جدا وصار يقول: إن شاء الله توافقي إن شاء الله توافقي. وفعلا رجعنا وخطبنا مرة ثانية وصار لنا حتى الآن سنة ونصف راجعين لبعض. سؤال يدور في بالكم وأعرفه! هل رجع يمد يده مرة أخرى؟ الإجابه نعم!. والشيء الذي يجعلني أتحمله هو أنه (عنده مرض) وهو الذي يجعله يخرج عن شعوره وعندما صارحني بذلك لم أصدقه وكنت مصرة على أن أتركه, فوجدته يقول لي تعالي معي في مشوار فتعجبت! فذهبت وإذا به يدخل عيادة ويقطع تذكرة للكشف وأصر أن أدخل معه عند كشفه عند الطبيب, وفعلا كان كلامه كله صحيحا. فبكيت على ما أصابه وهو شاب صغير وبكيت على نفسي وحظي وكان علي أن أتحمله لعذره. والآن سؤالي هل أنا هكذا فقدت احترامي معه؟ وهل سيفشل زواجنا فيما بعد؟ لو كنتم مكاني ماذا ستفعلون؟ أرجوكم لا تهملوا مشكلتي, وإن كان لديكم استفسارات عن مشكلتي تفضلوا بالسؤال.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية يجب أن تعلمي أنك وهذا الشاب قد أتيتما إثما عظيما لإقدامكما على إنشاء هذه العلاقة الآثمة؛ لأن الشرع حرم كل علاقة من هذا النوع خارج نطاق الزواج كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ٨٦٦٣، والفتوى رقم: ٤٢٢٠. ومعلوم أن الخطيب يعد أجنبيا عن خطيبته حتى يعقد عليها. وراجعي الفتوى رقم: ١١٥١.

وعليه.. فالواجب عليكما التوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة لعل الله تعالى يقبل توبتكما ويغفر ذنبكما، ومن لوازم تلك التوبة البعد عن الخلوة والحديث في أمور الحب والغرام قبل إتمام الزواج.

أما فيما يتعلق بحكم إتمام الزواج من شخص هذا حاله فالجواب أن الزواج به مباح من حيث الأصل، لكن لا ينبغي الإقدام عليه إن كانت حالته على ما وصفت من الخروج عن طور الشعور لأنه يخشى إن تزوجته أن يلحق بك ضررا في بدنك فضلا عن حدوث الطلاق بعد وجود الأولاد، وتلك أمور لو حدثت لاتقدرين على مواجهتها، وراجعي الفتوى رقم: ٣٧٩٨. أما إن كان هذا الأمر بسيطا وقابلا للعلاج والرجل صاحب خلق ودين فلا حرج في الإقدام على الزواج منه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>