للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خلق الله تعالى لأفعال العباد]

[السُّؤَالُ]

ـ[من مراتب القدر الخلق ... وقد قرأت أن معناه أن الله عز وجل خالق كل شيء ومن ذلك أفعال العباد ولكني لا أفهم ذلك ... فأنا مثلا إذا قمت لأذاكر دروسي ... كيف يكون فعل المذاكرة ذاته مخلوق ... أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم والمقدر لحركاتهم وأعمالهم كما قال الله تعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصَّفات:٩٦} .

وقد ذكر الشيخ حافظ الحكمي في معارج القبول في مرتبة الخلق أنه يراد بها الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو خالق كل عامل وعمله وكل متحرك وحركته وكل ساكن وسكونه، وما من ذرة في السموات ولا في الأرض إلا والله سبحانه وتعالى خالقها وخالق حركتها وسكونها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه.

وذكر أيضا أن للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة، والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم ومشيئتهم وأقوالهم وأعمالهم، وهو تعالى الذي منحهم إياها وأقدرهم عليها وجعلها قائمة بهم مضافة إليهم حقيقة وبحسبها كلفوا عليها يثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله تعالى إلا وسعهم ولم يحملهم إلا طاقتهم.

وبناء عليه، فإن الله تعالى خالق كل من العبد وإرادته للمذاكرة وقيامه بها، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ٣٥٠٤١، ٧٠٥٤٨، ٧٥٩٢٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ صفر ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>