للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يجب على الزوجة تذكير زوجها بالاتصال بأمه]

[السُّؤَالُ]

ـ[شيخي الفاضل, تحية وبعد: أنا وزوجي وأولادي نسكن في بلد غير بلد أهل زوجي، ومن عادتنا أن نتكلم معهم من خلال الهاتف كل مدة معينة، وفي كل مرة تقريبا أم زوجي تنكد علي من خلال تلك المكالمة وطبعا ينعكس ذلك على علاقتي بزوجي.

وسؤالي هو:

أنه عندما تحين تلك الفترة أي يأتي ذلك الموعد لنتكلم مع أمه وأهله أحيانا يكون زوجي قد بدا عليه أنه ناس أن يتكلم معهم فأنا في تلك اللحظات أكون ذاكرة لهذه المكالمة وأنه اليوم موعد المكالمة فأخاف من ربي وأقول بنفسي لابد أن أذكره، فهذه أمه فأذكره ويحكي معها ومع أهله ولكنني يا شيخي الفاضل بدأت أحيانا عندما ينسى أتراجع عن تذكيره فأقول في نفسي لماذا أذكره بل أتركه ناسيا، والسبب أقوله في داخلي أن تلك المكالمة ستعود علي بتنكيد العيش وخليني سعيدة مع زوجي، أنا في غنى عن ذلك النكد الذي تسببه تلك المكالمة وأنا ضميري يؤنبني فأتساءل هل علي إثم في ذلك، أي في عدم تذكيره وذلك لتلك الأسباب التي ذكرتها.

وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبداية ينبغي لكم أن تسألوا أنفسكم عن السبب الذي من أجله تسبب لكم الوالدة ما وصفته من التنكيد، فلا شك أن هناك سببا، فإذا عرفتم السبب وكان واجبا على الزوج تجاه والدته أو من البر بها والإحسان إليها سارع إلى فعله.

فإن لم يكن هناك سبب، فاستعينوا بالصبر عليها، وقابلوا إساءتها بالإحسان إليها، فهذا أرجى وأدعى لذهاب ما في صدرها عليكم، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:٣٤}

وأما عن سؤالك هل يجب عليك أن تذكيري زوجك بموعد الاتصال؟ فالجواب أن صلة الوالدة واجبة على ولدها، بل من أوجب الواجبات، والصلة تكون بالاتصال والزيارة والإعانة بالمال إن كانت محتاجة وغير ذلك، والواجب منها أدناها، وهو كل ما لا يعد معه الولد عاقا وقاطعا عرفا.

فالواجب عليك أن تذكريه وتحثيه على بر والدته وصلتها بالاتصال وغيره، إذا رأيت منه إعراضا عن ذلك أو غفلة لكن لا يجب عليك تذكيره بالموعد المحدد، لأنه لا يجب عليه هو الاتصال في ذلك الموعد.

وعليه؛ فلا تأثمين إذا لم تذكريه بالاتصال في ذلك الوقت المحدد.

ولكن يكفي أن تذكريه بأمه وتحثيه على صلتها، متى ما رأيت منه قطعا أو عقوقا. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: ٥٦٨٤٨.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>