للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سبب نزول قوله تعالى (لايستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا)]

[السُّؤَالُ]

ـ[قال الله تعالى: (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ* إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) . ما سبب نزول الآية؟ وما معنى قوله (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أما بعد:

فمن المعلوم أن سورة براءة نزلت في فضح المنافقين وبيان زيف دعواهم، وهذه الآية ضمن هذا الإطار العام، لها سبب أخص وهو بيان حال المنافقين مع ما فرضه الله على عباده من الجهاد، وبيان تمسكهم بالأعذار الواهية. يقول أبو جعفر الطبري في تفسير هذه الآية (إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) [التوبة:٤٥] يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم إنما يستأذنك يا محمد في التخلف خلافك، وترك الجهاد معك، من غير عذر بَينَّ، الذين لا يصدقون بالله، ولا يقرون بتوحيده، (وارتابت قلوبهم) يقول: وشكت قلوبهم في حقيقة وحدانية الله، وفي ثواب أهل طاعته، وعقاب أهل معصية (فهم في ريبهم يترددون) يقول: في شكهم متحيرون وفي ظلمة الحيرة مترددون، لا يعرفون حقاً من باطل فيعملون على بصيرة، وهذه صفة المنافقين) انتهى كلامه رحمه الله. والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شوال ١٤٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>