للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العيوب في الشكل لا تمحو محاسن النفس]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوج من حوالى عام وزوجتي والحمد لله إنسانة متدينة وعلى خلق ولكن مشكلتى أن جسمها غير قويم بحيث أننى لا أجد أى متعة فى معاشرتها بل على العكس أحيانا أتضايق عندما أرى جسدها عاريا (بسبب ترهلات وغيرها) تزوجت لأحصن نفسى ولكنى لم أحقق ذلك حتى الآن، فكثيرا ما أنظر الى نساء أخريات وأقارن أجسامهن بزوجتى وأصاب بالاحباط نحن لم نرزق بأولاد حتى الآن بسبب إجهاض ومتاعب صحية لزوجتى فكرت أكثر من مرة فى الطلاق أو فى الزواج بأخرى أرشدونى الى الحل أثابكم الله]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

أيها الأخ الكريم لقد ذكرت خصلتين عظيمتين جعلها الله تعالى في زوجتك وهما الدين والخلق وهاتان الخصلتان عزيزتان مما يجعل المقبل على الزواج يسعى كل السعي في سبيل الحصول على امرأة متصفة بهما وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

وبناء على هذا نقول لك اظفر بذات الدين والخلق الحسن وحاول أن تحل مشكلتك هذه وتغاض عما فيها من قصور في الخلق وانظر إلى ما فيها من كمال في الدين والخلق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" كما في صحيح مسلم ومعنى لا يفرك لا يبغض ويكره. وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط ويغفلوا عن المحاسن ولا تمدن عينيك إلى النساء الأخريات فنظرك إليهن أصلاً لا يجوز أحرى إذا كان بتدقيق وتفحص لأجسامهن لتقارنها مع جسم زوجتك وأعلم أن هؤلاء النسوة قد يكن مع جمالهن الذي تراه في الخارج لا يتصفن بما ينبغي من الديانة والعفة والخلق وحسن المعاشرة للأزواج وهذه عيوب أكبر بكثير وأِشنع وأشد تنغيصاً لسعادة الحياة الزوجية مما ذكرته عن زوجتك وهذا الأمر معروف عند الجميع، وأمر آخر ينبغي أن تنتبه له وهو أن كثيرا من الرجال يريد أن يجد زوجة كاملة في كل شيء كأنها إحدى الحور العين ولا ينظر إلى ما فيه هو من نقص.

وعلى كل فالذي ترشد إليه هو أن لا تقرر طلاق زوجتك حتى يكون لا حل لمشكلتك هذه إلا ذلك وترو في الأمر وانظر باهتمام ما استعرضناه لك آنفاً.

ولا حرج أن تتزوج أخرى إذا علمت من نفسك أنك قادر على الزواج بها.

... ... ... ... ... ... ... ... ... ... والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>