للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا ينبغي التشدد في الشروط لقبول الخاطب]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله كل خير للنصائح القيمة التي تقدمونها عبر هذا الموقع، أنا أخت مسلمة أقيم في الغرب, ملتزمة بحمد الله أحاول التمسك بديني في زمن أصبح فيه من يفعل ذلك غريبا شاذا ... الحمد لله من قبل ومن بعد تقدم لخطبتي الكثيرون بحمد الله لكني كنت أرفضهم لأني لم أجد فيهم من أرضى دينه فهم ذوو خلق ومراكز اجتماعيه لكن لم يكن فيهم من يحرص على الدين كحرصي عليه وكل غايتي أن يرزقني المولى عز وجل بالرجل الصالح الذي يعينني على أمور ديني ودنياي ويسعى معي لمرضاة المولى عز وجل وتحقيقا للغاية التي خلقنا من أجلها وهي عبادة المولى عز وجل لولا حسن ظني بالله عز وجل ليئست من تواجد هذا الشخص, تقدم لخطبتي الآن شاب على خلق من نفس بلدتي لكنه يقيم في دولة غربية أخرى, هذا الشاب صارحني بأنه يحرص على الصلاة في وقتها وبتجنبه الحرام لكنه يأكل من اللحم غير المذبوح بطريقه إسلاميه لصعوبة توفر ذلك في منطقه سكنه ولقراءته عده فتاوى تبيح أكل اللحم غير المذبوح بطريقه إسلاميه في بلاد الغرب علما بأنه تتم عمليات الذبح بطريقة غير مختلفة كثيرا عن طريقة ذبحنا الإسلاميه كما ذكر لي إلا أنه لا يذكر اسم الله عليها ... لقد ذكر لي هذا الشاب أنه لا يرتاح لهذه اللحوم ولكن يأكلها من هم أكثر دينا وعلما منه ... بعد كلامه هذا ترددت في أمر زواجي منه فقد كان ينوي إحضار أهله لعمل عقد شرعي بعد أقل من شهرين بإذن الله, علما أنني لا أعرف هذا الشاب جيدا لكني صليت الاستخاره كثيرا كما أنني أثق في اختيار الله سبحانه وتعالى لي وأعرف أن الله عز وجل لن يختار لي إلا خيرا الآن أصبحت متردده في أمر العقد رغم أنني كنت أفضله حتى لا تحدث أي تجاوزات في فترة الخطبة رغم أن أهلي نصحوني أنه من الأفضل لي أن تتم الخطبة لأتعرف عليه أكثر وأن يتم العقد فيما بعد, لكن أهلي لن يجبروني على أي اختيار وسينفذون ما أرغبه بإذن الله سواء كان خطبة أو عقدا رجاء انصحوني هل أستمر في الاتفاق الذي اتفقنا عليه وأكمل العقد أم أكتفي بخطبة قد تطول لأتعرف عليه أكثر علما أنه يقيم في بلد غير الذي أقيم فيه وهل يكفي ألا يسعى للطعام الحلال لرفضه??? هل الاستخاره وحسن الظن بالله كاف لموافقتي على عقد القران رغم عدم معرفتي الجيدة به? علما أنه حتى بعد الزفاف سيقيم كل منا في مكان إقامته الحالية لبعض الوقت لظروف خاصة بعدم تمكني من الذهاب للعيش معه في الوقت الحالي ولظروف عمله في البلاد التي يقيم فيها.

وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأثابك الله على حرصك وتمسكك بدينك، ولكن لا ينبغي أن تتشددي في شروطك، فإذا تقدم لخطبتك رجل محافظ على شعائر دينه، يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر ولا يصر على الصغائر فلا ترفضيه ولا ترديه، والذي ننصحك به أن تقبلي عقد النكاح بهذا الرجل، والأصل هو حسن الظن، أما ما تعارف عليه الناس اليوم من فعل الخطوبة وتأخير العقد ليتم التعارف والتآلف فغلط، بل هذا طريق فساد، فكم حدثت من المآسي بسبب ذلك، وليس أكله للحوم المذكورة مقلدا في حلها سببا يرد من أجله. وانظري الفتوى رقم: ٣٠٥٧٠. والفتوى رقم: ١٦٦٣٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>