للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا حرج في إشباع الإنسان غرائزه فيما أباحه له الشرع]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما رأيكم في هذه المقولة (إن الحب غريزة أساسية لدى الإنسان وعلى الإنسان إشباعها وإلا فهو معقد أو سيكون معقدا ولن تفلح حياته أو حياتها الزوجية أبدا، ومن دلائل أن الحب غريزة أساسية أن السيدة خديجة كانت تعلم بحب ابنتيها لأبناء خالتهم ... ) هذه الجملة قالها ابن أخي الصغير (١١ سنه) وأنه قرأها من ورقة مطبوعة من الإنترنت، لذلك نريد منكم جوبا كافيا نرد به على مثل هذا القول؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن غريزة الحب من الغرائز التي جبل عليها الإنسان، وإذا كان المقصود من المقولة المذكورة إشباعها بغير وجه شرعي قبل الزواج أو بعده فإن هذا كلام باطل وهو عين الفساد، فالغرائز الجبلية التي ركبها الله عز وجل في كيان الإنسان لحكمة أرادها سبحانه وتعالى إذا استخدمت في الخير كانت نعمة على صاحبها، وإن استخدمت في الشر كانت نقمة عليه.

ولذلك فإن الذي يشبع شهوته بالحرام يتعلق به غالباً فيكون فاشلاً في حياته الزوجية، وقد بينا حكم الحب وأنواعه في الفتوى رقم: ٤٢٢٠، والفتوى رقم: ٥٧٠٧، بإمكانك أن تطلعي عليهما للمزيد من الفائدة والتفصيل، وما ذكر أن خديجة رضي الله عنها كانت تعلم بحب ابنتيها لم نقف له على أصل، ولا دليل فيه إن وجد أو ثبت، ولتعلمي أن أكثر ما ينشر في الإنترنت وخاصة فيما يتعلق بالحب ويتلقفه المراهقون يتحفظ عليه، وأكثره غير صحيح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>