للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مؤمنو النصاري قبل الإسلام]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي هو في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هناك أقوام لم يصلهم الإسلام مثلاً، أقوام في قارات أخرى هل جزاؤهم النار؟

بعد سيدنا عيسى أكثر الناس ضلوا عن دين الله بسبب تحريف الإنجيل، هل كان هناك أناس اتبعوا سيدنا عيسى ولم يضلوا حتى مجيء الإسلام؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من لم تبلغهم الدعوة الإسلامية يعاملون مثل معاملة أهل الفترة، وقد سبق الكلام عليهم في فتاوى سابقة فراجع منها: ٤٨٤٠٦، ٤٩٢٩٣، ٣١٩١، ٤٧٢٣.

وأما كون بعض الناس اتبعوا الدين الصحيح الذي جاء به عيسى ولم يضلوا حتى جاء الإسلام فهو واقع ويدل له حديث مسلم: إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب.

وقد ذكر سلمان الفارسي أنه لقى أربعة من النصارى كانوا على الدين الصحيح وذكر أمرهم للنبي صلى الله عليه وسلم وعبادتهم وصلاتهم فأنزل الله فيهم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {البقرة:٦٢} ، كذا قال ابن كثير في التفسير.

وقصة سلمان ورحلته في البحث عن الحق مذكورة في البداية والنهاية ويمكنك الحصول عليها في الإنترنت عند البحث في موقع جوجل عن كلمة (قصة سلمان الفارسي) ، وراجع كتب التفسير عند قول الله تعالى: لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {آل عمران:١١٣} ، وعند قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {آل عمران:١٩٩} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ محرم ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>