للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المقصود بقوله تعالى (وهم من بعد غلبهم سيغلبون)]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما معنى الآية الكريمة من سورة الروم: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) هل المقصود هذه الفترة التى نعيشها فى الحرب مع اليهود أننا سننتصر بعون الله دون مفاوضات سلمية وتقديم تنازلات أكثر من مبادرة السلام الوهمية؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: (ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) [الروم:١-٤] .

وهذه الآيات ليس المقصود منها الفترة التي نحن فيها، لأن الآيات نزلت لما انتصر الفرس على الروم، فأخبر سبحانه وتعالى أنه بعد بضع سنين سينتصر الروم على الفرس، وقد حصل هذا كما أخبر الله، وحصل في ذلك الرهان بين أبي بكر رضي الله عنه والمشركين في قصة مشهورة.

أما بالنسبة لحربنا مع اليهود، فإن الله تعالى قد وعدنا بالنصر فيها عليهم، فقال سبحانه: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) [الاسراء:٧] ، وكذا وعدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بذلك، فأخبر أن المسلمين سيقاتلون اليهود حتى يختبئوا خلف الحجر والشجر، فينطق الحجر والشجر، فيقول: ياعبد الله يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله!. كما في البخاري ومسلم.

أما ما يسمونه بعملية السلام، فهي سعي وراء السراب، وفلسطين كلها أرض إسلامية لا يجوز التنازل عن شبر منها، وليست ملكاً لدولة ولا لهيئة ولا لشخص حتى يتنازل عما يشاء، بل هي ملك لكل المسلمين، ويجب إخراج اليهود منها كلها، والله المستعان، نسأل الله أن يعز الإسلام وينصر المسلمين، وأن يخذل اليهود، وكل أعداء الدين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ صفر ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>