للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[استحباب تحقيق رغبة الأب في كون الابن قريبا منه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوج وعندي طفلتان وزوجتي حامل, وأعمل أنا وزوجتي بعيدا عن أهلي وبلدي مع العلم أن معاش زوجتي يذهب لإيجار البيت ولحضانة الأطفال, ومكان عملي في القدس وتبعد عن بلدي ثلاث ساعات, وكل أسبوعين اذهب إلى أهلي لرؤيتهم. ولكن والدي يطلب مني أن أكون بجانبه لأنه في البيت يوجد ثلاث أخوات معاقات جسديا وأيضا أخ معاق وأخت معافاة ولا يوجد أحد لمساعدة إخوتي إلا والدي وأمي وأختي وهم كبار في السن. فقررت أن تتنازل زوجتي عن عملها ونسكن في بيتنا ولكي نكون بجانب أهلي فوافقت. مع العلم أني لهذه اللحظة لم أجد عملا في بلدي ولم أتنازل عن عملي في القدس. سؤالي لحضراتكم هو: هل ما سوف أقوم به هو صواب وطاعة للوالدين مع العلم أنه إذا لم أجد عملا في بلدي سوف اذهب إلى عملي في القدس وأفكر أن أتنازل عن نسبة وظيفتي لكي أكون بجانب أهلي وإخوتي وزوجتي وأطفالي. وبارك الله فيكم.....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قرن الله تعالى وجوب التعبد له بوجوب البر بالوالدين في العديد من الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: وَقَضَى رَبكَ أَلا تَعبدواْ إِلا إِياه وَبِالوَالِدينِ إِحسَانا {الإسراء: ٢٣} .

وقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذنا مِيثَاق بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {البقرة: ٨٣} .

وبذلك يهيج القرآن مشاعر الأبناء حتى لا ينسوا جهد الآباء، ويصبوا كل اهتمامهم على الزوجات والذرية.

وعلى ذلك فما قررته أخي السائل من تلبية أمر أبيك بالانتقال إليه والمقام معه حتى تكون معه في ظروفه هذه وتساعده في أمر أخواتك المعاقات، هو الصواب إن شاء الله، طالما أن هناك بابا من أبواب الرزق متاحا لك حتى لو وجدت بعض الصعوبة والمشقة بسبب هذا الانتقال، وننصحك بالاجتهاد في البحث عن عمل لك في المكان الذي يعيش فيه أبوك وأخواتك، وكن على يقين أن الله سبحانه واسع عليم، وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأنه سبحانه شكور يشكر العمل الصالح ويقبله ويجزي فاعله عليه، فكن على يقين من سعة فضل ربك, نسأل الله سبحانه أن يفتح لك أبواب البر وصلة الأرحام والرزق الحلال.

وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٩٢٢١، ٣٦١٤٨، ٢٨٣٤٤

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>