للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الترهيب من منع الخير عن الخلق]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم مانع الخير عن الناس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن منع الخير عن الناس من صفات الكفار الذميمة التي وصف الله تعالى بها بعضهم في محكم كتابه، فقال تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ {القلم} ، وقال تعالى في صفاتهم: ... وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {الماعون:٧} ، والمسلم يسعى دائماً لما ينفع الناس ويدفع عنهم الضرر، ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل. رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفايتح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه. رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني.

وعليه؛ فإذا كان قصد السائل منع الخير مطلقاً عن الناس بحيث يمنع ما يجب عليه بذله كنفقة من تلزمه نفقته، فإن ذلك لا يجوز، وإن كان القصد منع بعض الأمور لاحتياج المانع إليها أو لسبب آخر فالظاهر أنه لا شيء في ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ذو الحجة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>