للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أن تحققت من تخليه عن الفواحش والمعاصي فلا حرج في الرجوع إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا منفصلة عن زوجي منذ ٣ أعوام ولم يطلقني بعد، ولي منه ابنة أنجبتها في منزل والدي عمرها عامان ونصف.. تركته لعدة أسباب منها أنه لم يكن يصلي ولم يصم رمضان بغير عذر شرعي وكان يستخدم الحشيش وحبوب الكبتاجون ويمارس فاحشة اللواط عندما كنت في منزله ويضربني ويسيء معاملتي وبخيل جدا وعندما كنت أذكره بالله كان يتوعدني ويسيء معاملتي بشكل أكبر حتى أنه حاول الاعتداء على أخي واغتصابه مع العلم أن لي قضية في المحكمة أطلب فيها فسخ عقد النكاح لكن القاضي رفض أسبابي لأنها من دون بينه وإثبات وهو الآن يريد مني أن أعود إليه بحجة أنه كان مسحورا وتعالج وشفي ووجد العمل تحت السرير وأنا مصرة على طلب الطلاق هل في ذلك حرج لأني أخاف أن أعصي الله وأكون ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه فيما معناه أيما امرأة طلبت الطلاق من زوجها دونما سبب حرمت عليها رائحة الجنة، والله على ما أقول شهيد..........]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك كما ذكرت فقد جمع كثيرا من الشرور، ووقع في بعض كبائر الذنوب وعظائم الأمور، نسأل أن يتوب عليه ويوفقه للاستقامة على طريق الحق، وتركه للصلاة إن كان جاحدا لوجوبها فهو كافر بإجماع أهل العلم، وفي هذه الحالة يجب على زوجته المسلمة مفارقته فورا، ويحرم عليها تمكينه من نفسها، وإن كان يترك الصلاة تكاسلا مع إقراره بوجوبها فلا يكفر بذلك عند جمهور أهل العلم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٦٧٩٥٠.

وإذا كان زوجك يضربك ضربا شديدا فخروجك من بيته لا يعتبر نشوزا ولا تسقط نفقتك عنه، والبنت تجب نفقتها على أبيها بلا شك، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: ٧٧٢٣٩، والفتوى رقم: ١٠٦٨٣٣.

وما دام الزوج يدعوك للرجوع إلى بيته وأنه سيكف عما كان عليه وقد تخلى عنه فلترجعي إليه، فإن ظهرت استقامته وتبين صلاحه وإقلاعه عما كان عليه من كبائر ومنكرات فعليك البقاء معه، وإن رجع إلى حالته السيئة الأولى فاجتهدي في إحضار بعض العدول من الجيران أو غيرهم بطريقة حكيمة ليشهدوا على حاله، ثم ارفعي أمرك إلى المحكمة لإنصافك وتخليصك من شر هذا الزوج الذي لا تأمنين على نفسك ودينك من البقاء في عصمته، ولا إثم عليك في طلب الطلاق في هذه الحالة، ولا يتناولك الوعيد المترتب على طلب الطلاق بدون سبب شرعي، نرجو الله تعالى أن يفرج كربتك وأن يجنبك كل مكروه.

والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>