للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من كريم خلق المرأة حسن معاشرتها أهل زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[بداية أود أن أشكر كافة القائمين على هذا الموقع حيث إنه من أفضل ما يمكن اللجوء إليه للسؤال عن كل صغيرة وكبيرة تعرضنا أو نتعرض لها، فلكم مرة أخرى جزيل الشكر سؤالي حول علاقتي بوالدة زوجي، فأنا متزوجة منذ خمس سنوات تقريبا ولدي أبناء ولكني ومنذ بداية زواجي ولغاية الآن أعاني كثيرا من والدة زوجي (حماتي) حيث إنها تسكن بالقرب منا وتتدخل بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا، لدرجة أنها تراقب نوافذ منزلنا لتتأكد من وجودنا فيه أو لا، وتسأل حارس العمارة عنا وعن الأوقات التي نخرج فيها وإني والله أستحي أن أقول إنها تتجسس علينا حتى من الجيران، حيث أقامت علاقات كثيرة مع جيراننا لتعرف كل ما يمكن أن يقولوه عنا، كما أنها تتعامل مع زوجي كأنه زوجها مع العلم بأن والد زوجي ما زال على قيد الحياة، لكنها تجبره على أن يشتري لها في كل مرة يشتري فيها شيئا لي، وتجبره على أن يعطيها راتبا شهريا، على الرغم من أن الأوضاع المادية لأهل زوجي ممتازة والحمد لله ولكنها تقول دائما: عليه أن يتعود على تحمل مسؤوليتي، زوجي يرى كل ذلك ولكن لا يقول لها شيئا ولا حتى بطريقة حسنة، وقد قلت له أكثر من مرة أن ينبهها بطريقة مؤدبة إلى أنها تتدخل في حياتنا وتسبب لي دائما مشاكل لا تنتهي مع زوجي، ولكنه يرفض دائما. لا أدري ماذا أفعل؟ هل أنا ملزمة بزيارتها في كل مرة يذهب فيها زوجي؟ هل أنا ملزمة بالسؤال عنها يوميا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الأمر على ما ذكرت من كون والدة زوجك تصدر عنها تجاهك بعض التصرفات التي قد تسبب لك شيئا من الضيق والحرج فهي مسيئة بذلك، وأولى ما نوصيك به الصبر عليها وعون زوجك على بره بها، ولا بأس بأن تشيري على زوجك بمناصحة أمه برفق ولين في مثل هذه التصرفات.

واعلمي أن من كريم خلق المرأة حسن معاشرتها أصهارها؛ فإنها بذلك تكسب ود زوجها، وتكون لها عنده قدر ومنزلة، فما أمكنك الإتيان به من زيارتها أو السؤال عنها فافعلي واحتسبي الأجر عند الله تعالى، وإن كان ذلك -أي الزيارة والسؤال عنها- ليس بلازم عليك شرعا ولو طلب منك زوجك ذلك؛ لأن حدود طاعة المرأة زوجها في النكاح وتوابعه كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: ٦٤٢٨٧، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٢٥٨٩.

وننبه إلى أن الأصل في المسلم السلامة فلا يجوز الإقدام على اتهامه بشيء مشين إلا عن بينة. وراجعي الفتوى رقم: ٢٥٦٤٧

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>