للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أعمال من قام بها لم يكتب من الغافلين]

[السُّؤَالُ]

ـ[لا أدري من أين أبدأ؟ ولكنني سمعت بأن المرء كي لا يكتب من الغافلين عن ذكر الله، عليه أن يقرأ عشر صفحات من القرآن الكريم، فما مدى مصداقية هذا الكلام؟ ولا مانع لدي من قراءة ١٠ صفحات يوميا، ولكن هب أن هذا الكلام صحيح، وإن كان صحيحا، فهل الاستماع إلى القرآن بدل قراءته يجزىء عن ذلك؟ وهل هناك ذكر أوعمل معين يجعلني لا أكتب من الغافلين؟ بإذن الله تعالى.

وجزيتم خيرا، وأدخلكم ربي الجنة من أوسع أبوابها.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلا على صحة ما ذكرته، وإنما قد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والمراد بالمقنطرين هنا أي أصحاب الأجر الكثير.

وقد وردت نصوص في أعمال أخرى لا يكتب عاملها من الغافلين، كقوله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين. رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وصححه أيضا الألباني.

وفي سنن الدارمي عن عبد الله بن مسعود قال: من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين.

قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح

وهناك نصوص وردت بشأن أعمال أخرى ولكن آثرنا عدم ذكرها، لأنها لا تخلو من ضعف في أسانيدها.

وقد سبق في الفتاوى التالية أرقامها: ١٥١٦٥، ٤٠٢٤٧، ٢٣٧٣٤ أن المستمع للقراءة ليس كالمباشر للتلاوة في الأجر، وإن كان العلماء مختلفين في أيهما أفضل، كما في الفتوى رقم: ٤٢٦٣، كما أنه قد يعرض للعمل المفضول أحيانا ما يجعله أفضل من العمل الفاضل، كما في الفتوى رقم: ٤١٢٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٥ رمضان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>