للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أهلها زوجوها من رجل لا يصلي ولا يصوم ويشرب المسكرات]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت من رجل لا يصلي ولا يصوم ويشرب المسكرات، وبسبب أني كنت صغيرة وجاهلة ولم يكن لي أحد يقف بجانبي من أهلي صبرت حتى كبر الأولاد، والآن أصبح يصلي ويصوم ولكن لم يترك المسكرات وكلما أنصحه يقول إن الله غفور رحيم، السؤال: هل على ذنب لأني صبرت عليه أيام المعصية ولم أتركه، وهل يجب علي أن أتركه الآن لأنه يقال إن الساكت عن الحق شيطان أخرس، أو أستمر معه ولي الأجر طالما أنه أصبح يصلي ويصوم، أرجو من فضيلتكم الإجابة ولكم من الله الأجر والثواب؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مراعاة الدين والخلق في الزوجين أمر مطلوب شرعاً لأنه سبب قوي لحصول الطمأنينة وراحة البال وديمومة الزواج، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق الرجل: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وفي شأن المرأة ورد قوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

والآن أيتها الأخت الفاضلة بعد أن ابتليت برجل لم يراع فيه أهلك صفة الدين والخلق وزوجوك منه وأنت غير مدركة لحاله، فإنهم يتحملون ذلك لتفريطهم في مسؤولية جعلها الشرع عليهم، وأما أنت فعليك بالصبر على زوجك خصوصاً أنك قد أنجبت منه أولاداً، ولكن عليك بالدعاء والتضرع إلى ربك سبحانه ليصلح حال زوجك، ثم بالمداومة بنصحه وموعظته وتذكيره بالمسؤولية التي جعل الله عليه تجاه نفسه وتجاه أسرته، إذ كيف يدعوهم إلى الخير وهو راغب عنه وينهاهم عن الشر وهو غارق فيه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>