للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من أسس التعامل مع الناس على اختلاف أحوالهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[١- كيف عامل العرب الآخر من غير العرب (الموالي) من العصر الإسلامي حتى العصر العباسي؟

٢- شرح التصور الإسلامي للآخر بالأدلة الشرعية؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كيفية تعامل العرب (المسلمين) مع غيرهم في الحقيقة المذكورة يُرجَع فيها إلى المراجع التاريخية الموثوقة.

والمولى يطلق على القريب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد.

ويطلق على من حالف قوما ووالاهم سواء كان من العرب أو من غيرهم، كما يطلق على من سبق عليه الرق، ويطلقها بعضهم على غير العرب مقابلة بالعرب، ولذلك فنحن نحيلك إلى مراجع التاريخ وكتب السير.

وعلى العموم فإن الإسلام كرم جنس الإنسان وأمر باحترام إنسانيته وآدميته بغض النظر عن جهته أو لونه أو عرقه، فقال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء:٧٠} وأمر بالعدل مع العدو والإحسان إلى كل ذي روح فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {المائدة:٨}

وجعل ميزان التفاضل بينهم بتقوى الله تعالى وطاعته، فلا فضل لعربي على عجمي ولا العكس إلا بالتقوى. قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:١٣}

وهذا ما ينبغي أن يتصوره كل مسلم ويعمل لتحقيقه كما جسده النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم من صالح الأمة.

وللمزيد من حقوق الموالي والأرقاء وحقوق الإنسان بصفة عامة نرجو أن تطلع على الفتاوى التالية أرقامها: ٤٥٣٢٤، ٣٦٤٢، ٥٧٣٠، ٢٧١٢٠، ٢٩٨١٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>