للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[منع الأب ابنته من العودة إلى بيت الزوجية لا يجوز]

[السُّؤَالُ]

ـ[جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المفيد، منذ فترة ليست بالقصيرة حدث خلاف بيني وبين زوجتي أسفر عن إهانة زوجتي لي بالرغم من أن أصل الخلاف كان تقصيرها في احترامي وذلك بعدم طاعتي واحترامي وكعادتها ترفض أن أواجهها بأخطائها حيث إنها تقابل أسلوبي الدمث في الإفصاح عن ما يضايقني بأسلوب قبيح جداً لا يليق برجل تقي ومخافة الله عز وجل في قلبه.. حضر أبوها في غير تواجدي وأخذها إلى منزله بدون إذني وعلمي, ولا أعلم ماذا قالت له, المهم أن الرجل يرفض إعادتها إلى منزلها ويريد أن أذهب وأحضرها بنفسي لكي أرد اعتبار ابنته على حد تعبيره ... أبيت أن أذهب لأني لم أكن مخطئا أبداً وإضافة إلى هذا أنه هدد ابنته إن خرجت من منزله لن تعود إليه أبداً.. ضاربا بكرامتي أمام زوجتي عرض الحائط بدلا من أن يقوم بتأديبها وإرجاعها إلى منزلها, وبعد محاولات ومحاولات كثيرة من أهلي لم يضع أبوها أي اعتبار لأهلي وبقي مصراً على أن أكلمه وأن آتي بنفسي لأخذها من منزله.. وبقيت أنا أيضا رافضا لمطالبه وزاد إصراره على ذلك, فهو لم يتدخل أبدا بالخير ولم يحاول حل خلاف بل كان يقف إلى جانب ابنته.. افترضت أنه لا يعلم ما حدث فتحدثت إلى أحد إخوانها وشرحت له الموقف والمشكلة فقال لي إني أعلم، ولكن ما بيدي حيلة فهذا أبي مصر على موقفه, رغم أنني وضحت له أن ليس لأبيه أي حق فيما فعل، ولكنه بقي مصرا على موقفه.. حاولت أن أتصل بزوجتي وأمرتها أن تعود، ولكنها أبت إلا أن أكلم أباها وأستأذنه بذلك.. وبعد ذلك تنازل الأب تدريجيا عن قراره أمام ابنته، ولكنها أبت أن تكسر كلامه اعتقاداً منها بأنه ضعف أمامي وفي النهاية أصبحت تريد الطلاق لأني لم أقدر أباها على حد تعبيرها، رغم أن أباها هو الذي لم يفعل خيراً بها.. وأصبح الأب يلوح بأن ابنته لا تريد العودة وأنا لا أستطيع أن أجبرها بعدما فعل ما فعل ... وبقيت المحاولات مستمرة، ولكن دون جدوى رغم أن الزوجة اعترفت أمام أهلها وأهلي بخطئها، ولكن ظهرت أمها بالصورة وزادت الطين بلة وأصبحت تلوح بكرامة زوجها الذي أمرني ولم أجبه على حد تعبيره.. وخلال تلك الأيام أمرتها بعدم الخروج من المنزل، ولكن أيضا دون جدوى، فكان أبوها الذي يفترض أن يكون رأس الحكمة يخرجها وبدون أي اعتبار لأوامري وبدون أن يحترمني واضعا العقد الذي بيني وبينه تحت قدمه!! وعندما استفحلت الأمور وطفح الكيل ذهبت إلى المحكمة وطلبتها في بيت الطاعة تفاجأت بها بعد ذلك بأنها ذهبت إلى المحكمة وطلبت الطلاق ... أريد أن أعرف هل ما حصل يعطي الحق للأب بفعل ما قام بفعله والزوجة طلب الطلاق، هل تعتبر الزوجه ناشزا في هذه الحالة، أفيدوني؟ جزاكم الله عني كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، ولا يجوز لها أيضاً رفض العودة إليه بعد خروجها منه، فإن لم يوجد لخروجها أو رفضها العودة مسوغ شرعي فهي امرأة ناشز، وتراجع الفتوى رقم: ٨٥١٣.

ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا لمسوغ شرعي، فإن فعلت أي طلبت الطلاق وليس ثم مسوغ فللزوج أن لا يجيبها، وله أن يجيبها إليه في مقابل مال تدفعه له، وهو ما يسمى بالخلع، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: ٥٩٣٩٠.

وأما تصرف الأب وأخذه ابنته من بيت زوجها بغير إذن الزوج، وكذا عدم سماحه لها بالعودة إلى بيت الزوجية، فكل ذلك من المنكر -إن فعل ذلك لغير مبرر شرعي- ولا يجوز لابنته طاعته في ذلك.

وإذا كانت القضية معروضة على القاضي الشرعي فهو أحق بالنظر فيها وإصدار الحكم المناسب، والذي ننصح به اللجوء إلى الصلح ما أمكن، ففي الصلح الخير، وهو يقتضي العفو والتنازل من قبل كلٍ من الزوجين، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: ١٧٦٢، والفتوى رقم: ٣٨٥٣٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>