للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يطلب الرزق والشفاء بمعصية الله]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعتذر اعتذارا شديدا على إعادة نفس السؤال، اعذروني، ولكني لا أريد أن أجازف بالشرع، كنت سألت عن قرض الربا للمضطر ثم علمت أن الربا من أشد الحرام إلا للمضطر في الحالات القصوى، أريد أن أبين حالتي حتى أتاكد هل أنا مضطر أم لا، أنا في الثلاثين من عمري ولا أملك لا مالا ولا وظيفة، أعيش على نفقة الوالدين رغم أنني أكبر الأولاد وكلهم لهم شغلهم، أنا مريض مرضا نفسيا وآخر عضويا الألم شديد جدا والمحيط الذي أنا فيه يزيد من الألم ولا أجد فيه راحتي مطلقا، بسبب المرض أنا منهك ولا أطيق الناس ولا أثبت في مكان واحد لذا لا أستطيع أن أشتغل عند أي كان، أما التداوي فجربت ذلك بطرق عدة وعند أطباء عدة لمدة سنوات طويلة حتى يئست لأن ذلك لم يعط نتيجة والآن أنا أنتظر أن يشفيني الله بأمره فقط، كل أملي هو في مشروع تجارة صغير أسترزق منه وأغير السكن والمحيط على أمل أن يخف الألم الفظيع لعل ذلك يشفيني. ليس عندنا بنوك إسلامية ولا أعرف أحدا أستطيع طلب القرض منه، هل أقترض من بنك ربوي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأنت أيها الأخ الكريم أحوج إلى علاج منك إلى قرض ربوي، فننصحك أن تستمر على العلاج لا سيما وقد لمست تحسناً في حالتك، واستعن بالله تعالى ولا تعجز، واعلم أن الفرج مع الصبر وأن مع العسر يسراً.

وأما جواز أخذك للقرض الربوي فلا نرى لك فيه رخصة إذا لم تصل حالتك إلى الضرورة المبيحة لهذا الفعل، حتى يصدق عليك قول الله تعالى: إِلَاّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:١١٩} ، ثم إن أخذك للقرض لن يحل مشكلتك وإنما هي أمنيات وتعللات تعلل بها نفسك لتقدم على هذا الإثم. واعلم أخيراً أن ما عند الله تعالى من الشفاء والرزق لا يطلب بمعصيته.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>