للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الخوض في هذه الأمور عن الساعة لم يكلفنا الشرع به]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود السؤال عن هذا الموضوع الذي غير حياتي للأسوأ فأنا إنسان مؤمن وأعلم أن الساعة حق وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يعرف موعدها، أرجو الاطلاع على الموضوع وإفادتي بصحته من عدمه فهو غير حياتي للأسوأ حتى أني صرت لا أهتم بدراستي العلمية:

بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

لا أحاول من خلال الخوض في هذه المسألة الوصول إلى موعد قيام الساعة لأن الساعة لا يعلمها إلا الله. وقال الله تعالى (أكاد أخفيها) أي أخفي موعدها ولكنه بين علاماتها وعلامات قربها.

استندت على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في المقام الأساسي. وبعض المعلومات العلمية والدنيوية.

لا أقصد دعوة الناس إلى الاعتكاف في مصلاهم وانتظار الموت وقيام القيامة وتوقف عجلة الحياة عندهم بل أدعوهم إلى التذكر وأخذ الاحتياط والبداية بحفظ كتاب الله لمن لم يحفظه بعد، والحرص على بناء الثقافة الدينية للأهل والأبناء فهي التي ستبقى للإنسان في دنياه وآخرته.

فإن أخطأت فمن نفسي وأدعوا الله المغفرة وإن أصبت فمن الله فله الحمد والمنة.

· عمر أمة الإسلام..لم آت بجديد في عمر الأمة بل أخرجته من باطن الكتب. فتح الباري, باب الإجارة.

المقصود بعمر أمة الإسلام, هو عمر أمة الإسلام من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى تأتي الريح من قبل اليمن لتقبض روح كل مؤمن.

٧٠٢٩ - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على المنبر يقول: إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين. قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقلُّ عملاً وأكثر أجراً؟ قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء. صحيح البخاري، الإصدار ١.٠٨

٥٣٣ - حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثل المسلمين واليهود والنصارى، كمثل رجل استأجر قوما، يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا، فاستاجر قوما، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين. صحيح البخاري، الإصدار ١.٠٨

يعني أن عمر اليهود (من الفجر حتى منتصف النهار) = عمر النصارى (من منتصف النهار حتى صلاة العصر) + عمر المسلمين (من منتصف النهار حتى آخر النهار.

إتفق المؤرخون بأن عمر اليهود ٢٠٠٠ - ٢١٠٠ سنة.

وعمر النصارى (٦٠٠ سنة) يؤخذ من الحديث:

٣٧٣٢ - حدثني الحسن بن مدرك: حدثنا يحيى بن حماد: أخبرنا أبو عوانة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: فترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم ستمائة سنة. صحيح البخاري، الإصدار ١.٠٨

رياضيا فإن عمر أمة الإسلام = عمر اليهود (٢٠٠٠ أو ٢١٠٠) - عمر النصارى (٦٠٠) = (١٤٠٠ أو ١٥٠٠)

إذا عمر أمة الإسلام يتراوح من ١٤٠٠ سنة إلى ١٥٠٠ كحد أقصى.

قضي من عمر أمة الإسلام حتى الآن:

نحن في سنة ١٤٢٢ هجرية + ١٣ سنة (قبل بداية التاريخ الهجري وهي ما بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته) = ١٤٣٥ سنة.

إذا عمر أمة الإسلام أدنى حد ١٤٠٠ وأعلى حد ١٥٠٠ سنة قضي منها ١٤٣٥ سنة....

إذا نستنتج من هذا إن موعد الريح القادمة من اليمن التي ستقتل كل مسلم في آخر الزمن هو يحتمل أن يكون اليوم أو بعد ٦٥ سنة كحد أقصى. (٦٥= ١٥٠٠- ١٤٣٥)

نحن نعلم يقينا بأنها لن تحدث اليوم لما نعرفه يقينا من علامات تأتي قبلها.

...

وقد حدد في البحث موعد خروج المهدي وعيسى والدجال

...

وتجد البحث عند البحث في جوجل بموضوع: علامات الساعة الكبرى. تقريبا الموضوع الثالث

وكنت لأضع الرابط لو أن موقعكم يقبل..

...

وأود أستفسر عن هذه الأحاديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم تمكث الناس برهة من دهرهم ثم يعوذعائذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف. رواه نعيم بن حماد بكتابه الفتن، ورواه ابن أبى شيبة في مصنفه جاء فيه عن مجاهد أنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم:

لا ترون الفرج حتى يملك أربعة كلهم من صلب رجل واحد فإذا كان فعسى ... ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يأمرنا الله ولا رسوله بالخوض في مثل هذه الأمور ولو كان علمها من السعادة لعلمها رسول الله وأصحابه وأمروا بتعليمها وعلمها، وإنما نحن مأمورون بالعمل إلى آخر العمر، وقد وردت أحاديث في ذكر علامات الساعة الكبرى والصغرى تدل على قربها، والمقصود من ذكر علامات قربها الحث على العمل والاجتهاد لها.

وإلا فالإنسان يعيش غالبا ما بين الستين والسبعين عاما، وإذا مات انتقل إلى الآخرة، فننصحك بالاهتمام بالعلم النافع في العقيدة والتفسير والحديث والفقه والأصول والمصطلح والفقه وغيرها، فذلك هو العلم الذي نطالب بتحصيله لما يترتب عليه من العمل، أما الحديثان المذكوران فالأول عن مجاهد عن تبيع من كلامه لم يرفعه ولم يسنده ولعله أخذه من كعب الأحبار.

أما الثاني فهو مرسل عن مجاهد والمرسل ضعيف.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ رجب ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>