للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[انصحي زوجك برفق ولا تقابلي إساءته بالتقصير في حقه]

[السُّؤَالُ]

ـ[يصيبني ألم شديد وإحباط من معاملة زوجي لي في أيام العيد الكبير الله يصلح حاله بسبب الضغط الشديد علي في الذبح وبهدلة منزلي وبهدلة ابني الكبير في تنظيف الكرشى وأحشاء الذبيحة رغم أن سنه ١٦ عاما فقط وغيرها ورغم أن هناك ٧ مشتركين في الذبيحة إلا أني أنا وابني فقط نعاني أشد المعاناة من الوقوف عليها وتقطيعها ونتقابل بأسوء معاملة من زوجي كل عام لدرجة أني كرهت للأسف هذا العمل رغم أنه كان مصدر فرحة لي للثواب العظيم وعمري ما أشتكي من أي مجهود أحتسبه عند الله في ميزان حسناتي ولكن لما أمر به من اضطهاد وظلم لدرجة أننا نقضي باقي أيام العيد في نكد بسبب موقفه منا أول يوم وهو يتركنا ويذهب لجلب لحوم أضاحي لجمعية هو مشرف عليها ويثور جدا على ابني لو ما استطاع أن يحمل أشولة اللحم التي تأتي إلى بيتي قبل توزيعها على فقراء الجمعية مع العلم أني أقوم من حر مالي بالذبح في أماكن بعيدة عني وأوزع هذا اللحم سواء عن طريقي أو عن طريق ناس آخرين بدون أن يشعر زوجي بأي مضايقات في منزله طول العام أصبحت أكره الوقوف في هذا اليوم للأسف وأعتبره مصدر ذنوب لي وليس ثواب من الحالة النفسية السيئة التي أكون فيها من الضغوط وقد أكرمني الله بالحج العام الماضي وعانى ابني الحبيب أشد المعاناة من أبيه ومعاملته له لدرجة أنه كلمني وبكى في التليفون.

وهذا العام أفكر جديا أن أسافر مع أولادي وأترك البيت مع العلم أن زوجي لن يرفض بل سوف تكون سببا لعناده واستمرار عناده للإثبات فقط أننا لا نفرق معه أحب فقط أن أوضح أن علاقتنا ليست طيبة في جميع الأوقات بسبب عصبيته وظلمه الدائم لنا ولكني أخاف من عقاب الله لي بعدم وقفي وقطعي عادة الوقوف على الأضحية وأخاف أن يحرمني الله من هذه الفضيلة ماذا علي أن أفعل هل أترك البيت دون تأنيب ضمير لأن زوجي يطلب منا ما فوق طاقتنا أنا وابني وكذلك يسيء معالمتنا أم ماذا تنصحني أن أفعل؟ أحب أن أوضح أني نفسيأ متأزمة جدا كل ما يقرب معاناة أول يوم عيد أضحى لأني حاولت كثيرا وكثيرا مع زوجي التفاهم في على الأقل تركنا نعمل في صمت بدون ظلم وزعيق إلا انه دائما ما يفقد أعصابه بأقل سبب وينعكس هذا على تعامله معنا أمام الناس فلابد أن يتم توبيخي سنويا أمام الجزار لمجرد أن أطلب من الجزار أن يقطع اللحم لأنها سوف توزع على ٧ أشخاص فزوجي يريد مني أن أقوم أنا بما لا يستطيع الجزار القيام به.

الله يصلح أحوالنا جميعا كل ما يخوفني هو غضب الله علي لو تركت الذبيحة وسافرت ولكني أشعر أن هذا سوف يعلمه أن لا يجور ويظلم من هم يعملون ويجدون ومن هم أقرب الناس له زوجته وابنه البكري لأنه لا يوجد أحد من ٧ أفراد ومنهم إخوته يحضر إلا أخ واحد فقط مع الجزار عند الذبح أشكركم وأتمنى سرعة الرد؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن ما يفعله زوجك ليس من حسن العشرة، وهو سلوك يتنافى مع ما أمر الشرع به من الوصية بالنساء والرفق في المعاملة، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ. رواه مسلم.

لكن ذلك لا يبرر لك أن تقابلي ذلك بالتقصير في حقه أو الإساءة إليه، فإن حق الزوج على المرأة عظيم، فعليك طاعته في المعروف، وحسن التبعل له، مع نصحه برفق بإحسان العشرة وتجنب الغضب، ولا يجوز أن تتركي البيت وتسافري، وإنما عليك البقاء معه، ولتعملي على قدر طاقتك، مع احتساب الأجر عند الله، والاجتهاد في الدعاء بأن يهدي الله زوجك لحسن الخلق، واعلمي أن في الصبر خيرا عظيما، قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:١١٥} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>