للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الإقدام على أخذ قرض ربوي مع إمكانية إسقاطه بعد ذلك بدعوى التعثرعن السداد]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخي يعمل في أمريكا سحب مبلغ ٣٥٠٠٠دولار بالفيزا كارد يدفع الحد الأدني ٦٠٠ دولار ٥٠٠فائدة و١٠٠ من أصل المبلغ علما بأن دخله الشهري ٢٠٠٠ دولار وليس لديه رصيد من المال وعلى هذه الفائدة الضخمة سيسدد المبلغ بعد أربعين عاما وعندهم نظام أن يذهب للبنك ويقول إنه متعثر في السداد فيسقط عنه الدين فهل هذا حرام شرعا. أرجو الإفادة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اشتمل سؤالك على أمرين: الأمر الأول: حكم سحب مبلغ عبر الفيزا كارد على أن يسدد بأكثر من ذلك المبلغ وذلك هو عين الربا الذي حرمه الله ورسوله، وهو من كبائر الذنوب وتحريمه من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد ورد في ذلك النهي الأكيد والوعيد الشديد والآيات والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر، فالواجب على أخيك أن يتوب إلى الله من الدخول في عقد ربوي وإن استطاع أن يرد لهم المبلغ المقترض دون فوائد فهو الواجب، فإن ألجأه لدفع الفائدة فليدفعها ويعد مكرها لأنهم سيضرونه إذا لم يدفعها. والأمر الثاني: ما يتعلق بالنظام المتبع عندهم في إعفاء الشخص من السداد إذا أخبرهم أنه لا يستطيع السداد ولذلك حالتان: الأولى: أن يكون فعلا لا يستطيع السداد فلا حرج عليه في أن يقول لهم ذلك ولو قبل أن يسدد لهم شيئا من المبلغ المقترض. والثانية: أن يكون مستطيعا للسداد فلا يجوز له أن يكذب فيقول لا أستطيع السداد ليأخذ مالهم بغير رضاهم، لكن يجوز له إذا كان ذلك بعد دفع أصل المبلغ المقترض، لأن الفائدة ستؤخذ منه بغير حق فله أن يسقطها عنه بالحيلة والتورية فيقول لا أستطيع السداد ويقصد سداد الفوائد الربوية ويشترط هنا إن يبادر بدفع رأس المال إن أمكنه ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>