للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستنشاق والاستنثار في الوضوء من السنة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا دائما إذا توضأت للصلاة لا أستنشق ولا أستنثر بل أمسح على أنفي أو أتمضمض وأغسل وجهي فقط وأُكمل الوضوء هل يجوز ذلك أم لا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فحاصل الجواب على هذا السؤال أن المضمضة والاستنشاق اختلف أهل العلم فيهما فمن قائل بالوجوب لثبوت الأمر بهما ومنه ما رواه أبو داود بسند صحيح من حديث لقيط بن صبرة وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " ولمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليهما. ومن قائل بالندب محتجاً بأن المفروض في الوضوء هو ما ذكره الله في الآية وهي قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) [المائدة: ٦] . ولما رواه أبو داود وابن ماجه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله تعالى فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين". فلم يذكر المضمضة والاستنشاق واقتصر على الواجب الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به وحينئذ فيؤول الأمر إلى الندب وهذا القول هو الراجح وعليه فإن وضوءك صحيح وإن كان الأولى أن لا تترك الاستنشاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم واظب عليه.

والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>