للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علاج الأم أولى من وعد فتاة بالزواج]

[السُّؤَالُ]

ـ[وعدت فتاة بالزواج ولكن شاءت الأقدار أن تصاب أمي بمرض خطير كلفنا مصاريف هائلة لمعالجتها. وقد قمت باقتراض مبلغ كبير لمعالجة والدتي مما يعني أن الفتاة التي وعدتها لن أفي بوعدي لها لأني لا أملك مالا. هل أخلفت وعدي أمامها وأمام الله؟ وهل علاج أمي له أولوية على الزواج؟ أرجوكم أفيدوني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن علاج الأم له أولوية كبيرة وهو من البرور الواجب على الو لد، أما الوفاء بالوعد فلا شك أنه من أخلاق الإسلام الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها، وقد اختلف أهل العلم في حكمه فذهب بعضهم إلى أنه مستحب، وبعضهم إلى أنه واجب، وفصل آخرون فقالوا: إن كان الموعود دخل بسبب الوعد في شيء يناله به ضرر إذا تراجع عنه صاحب الوعد وجب الوفاء به، وإلا لم يجب وكان مستحباً، وسبق تفصيل هذه الأقوال في الفتوى رقم: ١٢٧٢٩. وما أحيل عليه فيها.

وعلى ذلك فإذا استطعت الجمع بين الأمرين فلا شك أن ذلك أفضل، وإذا عجزت عن الجمع بينهما فإن علاج الأم مقدم وليس عليك إثم في إخلاف هذا الوعد- إن شاء الله تعالى- ما دمت عاجزا عن الوفاء به.

هذا وننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي له أن يقول: شاءت الأقدار. بل يقول: شاء الله تعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>