للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيف تشعر بلذة العبادة والمناجاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.

وبعد أكرر شكري لكم ولما تقومون به من جهد في خدمة الإسلام والمسلمين.

وسؤالي هو كالتالي.

أنا والحمد لله أحسب نفسي والله حسيبها أنني من الذين لا تفوتهم الصلاة في وقتها لكنني أريد أن أحس باللذة التي يحس بها العابدون لأنني دائما أصلي والناس غافلون عن الصلاة في التلفزيون مثلا أو الاستماع إلى الموسيقى وأريدكم أن تنصحوني بماذا أفعل.

وعندي أيضا هدا السؤال وهو أنني ينتابني شعور أنني عندما أفكر في معصية ما أكون أشد خوفا من أن يراني أحد الناس وأخاف من الفضيحة أمام الناس من الخوف من خالق الناس وخالقي أنا وخالق هذا الكون بأسره.

فأرجو النصح وجزاكم الله خيرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي وفقك لأداء الصلاة في وقتها، فذلك من علامات الإيمان، ولتحصيل لذة العبادة ينبغي أن تستشعر أن كل عبادة تؤديها تقربك إلى الله، وأن الله ينظر إليك حين أدائك لها، وأنك ربما تموت بعد انتهائك من هذه العبادة، كل ذلك سيدفعك لتحسين العبادة وتجويدها، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

هذا، وننصحك أن لا تؤدي العبادة في مكان فيه قوم لاهون بتلفاز أو موسيقى حتى يجتمع قلبك عليها.

واعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الأرجح من قولي العلماء، وأن تاركها بدون عذر آثم، وانظر الفتوى رقم: ١٧٩٨ والفتوى رقم: ١٤١٥.

واحذر أن تخاف من اطلاع الناس عليك حال المعصية ولا تخاف الله، فإن هذه هي حال المنافقين. قال تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ {النساء: ١٠٨} . وقال أيضا: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ {التوبة: ٦٢} .

فاحذر أن يراك الله حيث نهاك، واعلم أن لذات الدنيا فانية، وأن متعها زائلة، وأن الآخرة خير وأبقى، وأن الشهوة تنقضي ويتبعها الألم والحسرة، فلا يفيق العبد إلا وقد دهمه الموت، وقد اسودت صحائف أعماله، فيندم وقت لا ينفع الندم.

هذا، ونوصيك باتخاذ رفقة من الشباب الصالحين، واعبد الله معهم، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>