للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[اشغل نفسك ببر أبيك؛ لا بدعائه عليك]

[السُّؤَالُ]

ـ[آذيت والدي كثيرا بتصرفاتي السيئة وبتركي للتعليم، فدعا علي وقال اذهب، إلهي لا تنفع لا دنيا ولا آخرة، ولكني الآن تبت واعتذرت له، ودخلت كلية ونجحت فيها، وطلبت منه أن يدعو لي بألا يقبل الله هذه الدعوة، فهل يمكن ذلك أم أنني هلكت؟ وبارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، ومن أعظم أسباب سخط الله على العبد.

أمّا عن سؤالك، فمن فضل الله عليك أن منّ عليك بالتوبة من عقوق والدك، وهذه علامة على أنّ دعوة أبيك عليك لم تستجب بفضل الله وحلمه، فإن التوفيق للتوبة من دلائل رضا الله عن العبد، فأبشر بهذه التوبة، وأما معرفة ما إذا كانت تلك الدعوة قد قبلت أو لم تقبل، فإن ذلك من الغيب الذي لا يمكن الكلام فيه إلا بتوقيف من الشارع، ولا تشغل نفسك بهذه الدعوة، واشغل نفسك ببر أبيك والإحسان إليه والاجتهاد في الأعمال الصالحة، واطلب من أبيك أن يكثر من الدعاء لك بالخير، واعلم أنّ التوبة الصادقة من أي ذنب كان، إذا استكملت شروطها من الإقلاع والندم والعزم على عدم العود، فهي مقبولة بإذن الله، وهي بفضل الله تمحو ما قبلها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، بل إنّ الله تعالى يحبّ التوابين ويفرح بتوبتهم ويبدل سيئاتهم حسنات.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٣٠ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>