للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يجوز تعمد النظر إلى الأجنبية ولا محادثتها بالهاتف]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب عندي ١٦ سنة ومتدين، وأصلي إماما للناس في المسجد الذي عندنا ـ والحمد لله ـ وفي شارعنا تسكن امرأة، وأنا أحبها جدا، ولا أعرف إذا كانت تحبني أم لا ـ ولما أمر أمام بيتها أنظر إ لى شرفة البيت وأتمنى أن تكون واقفة فيها ـ وفي بعض الأحيان أنظر إليها وتنظر إلي، ودائما أتخيلها، ولكن والله لم أفكر فيها بشهوة أبدا، وأنا أحبها حبا صادقا، ولا أنوي أن أكلمها أبدا إلا عندما أكون على قدر المسؤولية وأخطبها، فهل لو كلمتها في التليفون فقط ولم أخرج معها ولم أكلمها في أمور الدننا، فهل هذا حرام أم حلال؟ أرجو الرد، لأنني في حيرة ونفسيتي تعبت. فأرجو الرد على كل ما في الرسالة؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك أن تحدث هذه الفتاة لا في الهاتف ولا في غيره، لا في أمور الدنيا ولا في أمور الدين، فهذا كله ذريعة للفساد والفتنة، وقد يغريك الشيطان للحديث معها بدافع التناصح والوعظ، وهذا من مكايده حتى يوقعك في المحظور. فكن على حذر من عدوك، ثم إن ما تفعله من النظر إلى هذه الفتاة حرام لا يجوز، ولو كان بغير شهوة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: ٧٠٤٤٤.

واعلم أنه إذا قذف في قلب الرجل حب امرأة ما هكذا دون سعي منه ولا تسبب، فلا يأثم بذلك بشرط أن يأخذ بأسباب السلامة، ويتقى الله ربه، ويكف نفسه عن هواها. وعليه فلتعلم أنك بسعيك في تثثبيت هذا الحب في قلبك وزيادته بنظرك إلى المرأة ورغبتك في الحديث معها تأثم على ذلك وتؤاخذ به.

وننبهك إلى أن إمامة الناس في الصلاة مقام عظيم، وينبغي لصاحبه أن ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات فضلا عن المعاصي الظاهرة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>