للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يريد الزواج من فتاة أمريكية دعاها فأسلمت]

[السُّؤَالُ]

ـ[انا من مصر عندي ٢٣ عاما في السنة النهائية بكلية الطب, ملتح من حوالي ثلاث سنوات والحمد لله, رزقني الله عز وجل تميزا في اللغات الأجنبية وخصوصا اللغة الإنجليزية, فكرت أن أستغل ذلك في الدعوة إلى الله على شبكة الإنترنت, وفي إحدي المرات منذ حوالي عامين تعرفت علي فتاة أمريكية ملحدة عمرها الآن واحد وعشرون عاما, قصتها في غاية العجب فقد مات أبوها وأمها وأختها في حادث سيارة وفي نفس الليلة تم الاعتداء عليها في حفل بعد أن سقيت مادة مخدرة فأصبحت حاملا في توأم (ولد وبنت) قررت في نفسي أن أقف بجانبها وأدعوها إلى الله عز وجل لتخرج من الظلمات إلى النور كانت استجابتها بطيئة جداً في أول الأمر تكاد تكون معدومة حتى أنني أوقفت الكلام معها فترة طويلة فارسلت لي رسائل تخبرني إنها تتمني أن أكون بخير ثم توقفنا عن الكلام أيام أمتحاناتي بالسنة قبل النهائية ولما عدت كانت قد وضعت حملها وفوجئت إنها سمت واحدا من أبنائها أحمد ولم تكن حينذاك على الإسلام (على الرغم أنها تعلم أن الاسم اسم مسلم) المهم بعد أن وضعت بدأت تستجيب شيئا فشيئا وكنت أقنعها بصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلام الله عن طريق الآيات والمعجزات التي وردت في القرآن الكريم, فبدأت تستجيب وقالت لي مرة (هذا هو ربي أنا أؤمن به) ثم تطور الأمر بفضل الله وعرضت عليها الذهاب إلى المسجد الإسلامي بمدينتها ومن فضل الله أنه كان قريبا فتحدثت مع بعض الأخوات هناك وزارتها أخت كندية محجبة مسلمة في بيتها وأحبا بعضهما وأصبحتا صديقات وأهدتها مصحفا المهم أني لا أعرف كثيراً من التفاصيل، ولكنها الآن وبعد حوالي سنتين أسلمت وأصبحت تصلي في المسجد وصامت بعض أيام بعض رمضان والحمد لله, السؤال الآن لقد عرضت علي أن تتزوجني إنها تقول لي إنها تريد أن تطبق كل أوامر الله, وقالت إن عندها استعدادا ان تتعلم اللغة العربية وتتعلم كل شيء مني ,تقول لي إن شخصيتي بالفعل وخلقي قد أثر في حياتها وجعلها تتغير إلي الأفضل تريدني أن أصبح أبا لأولادها وهي على استعداد أن تعيش معي حيث أذهب في مصر أو أي مكان وعلى استعداد أن تتحمل نفقات أولادها حتى لا تثقل كاهلي في بداية حياتي, إني أقول لها إنها مهمة صعبة بالنسبة لها لأني أريد أسرة ملتزمة إسلاميا فقالت إنها على استعداد وعندها نية أن تتحمل وتتعلم وقالت لي إن علي فقط أن أصبر عليها, إني أريد استشارة أحد المشايخ الفضلاء, لا أحد من أسرتي يعلم الموضوع بعد باستثناء خالي ولكني لم أخبره أن لديها أولاداً فماذا أفعل الآن، هي سوف تأتي لتشهر إسلامها بالأزهر الشريف العام القادم إن شاء الله، عذراً على الإطالة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيراً على استقامتك على الحق وحرصك على الدعوة إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يوفق هذه الأخت على الثبات على الإسلام، ولا شك أنك قصدت خيراً بمحادثتك هذه المرأة عبر النت، ولكنك قد أخطأت في هذا، فإن مثل هذه المحادثات لا تجوز لأنها ذريعة للفتنة، وينبغي أن تحمد الله كثيراً أن سلمك من الوقوع في شيء من ذلك، وانظر لذلك الفتوى رقم: ٢٨٣٢٨.

وأما بخصوص زواجك منها فإن كان بإمكانك الاتصال بالإخوة المسلمين الثقات هناك والتأكد من دينها وخلقها ومدى صدق التزامها بشرائع الإسلام فعليك القيام بذلك، فإن تبين لك أنها أهل لأن تكون لك زوجة فيمكنك الزواج منها، ولعلك بذلك تعينها على أمر دينها، وينبغي أن تسعى في إقناع والديك بزواجك منها، فإن اقتنعا فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك طاعتهما وترك الزواج منها، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: ٦٥٦٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>