للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[احذري من إقامة العلاقات مع الرجال وجددي التوبة واسعي في التودد لزوجك]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة متزوجة وأحب زوجي كثيرًا واحترمت زوجي وقدست الحياة الزوجية لأبعد الحدود, ولكن الشك دمر حياتي فكان زوجي على أقل شيء يشتمني ويضربني حتى ليلة الدخلة صفعني.

وأنجبت ٧ من الأولاد والبنات ورغم كل المشاكل كنت أدوس على كرامتي لأنني أحب زوجي ولا أريد أن أفقده, وبعد مرور ١٨ سنة دخل في حياتي رجل متزوج كانت بيننا معاملات في العمل, ولكن بأسلوبه اللبق واحترامه لي بدأت أشعر بانجذاب تجاهه واعترف بحبه لي وأحببته دون تفكير ثم ندمت كثيرًا, دامت علاقتنا ٣ شهور وكنت أنتبه دومًا أن مجرد التحدث معه في الهاتف خطأ وخيانة لزوجي, ولكن كلما زاد زوجي في السب لأتفه الأسباب بدأ حبي له يقل ولكن عندما علم بأنني أتحدث مع رجل ضربني واعترفت له بكل شيء وقطعت علاقتي بذاك الرجل وعدت كما كنت, تدينت كثيرًا وندمت وتبت إلى الله, ولكن زوجي ظل يذكرني دومًا بذلك مع أنني أقسم بالله أنني لم أخرج مع ذلك الرجل في سيارته أو أزني معه، ولكن أصر على أنني زنيت وحلفت له على القرآن وأخذني للعمرة وحلفت له عند الكعبة, ولكنه ظل على حاله يضربني ويشتمني لأتفه الأسباب مع أنني عاهدت ربي أن أحفظه ولكن هذه السنة بسب زيادته في ضربي تعرفت على رجل لا يعمل ولديه زوجة وأولاد وأحببت أن أساعدهم في معيشتهم ولكن تطور الأمر إلى الحب ولأن زوجي يضربني ويشتمني فقد وجدت الاحترام في هذا الرجل وخوفه علي ولكن في قرارة نفسي ألوم نفسي أنني وضعت نفسي في هذا الموقف؟

وأريد أن أبتعد عنه حفاظًا على أولادي وبيتي فأولادي عندي أغلى من نفسي أخاف عليهم كثيرًا والآن يريد زوجي أن أذهب معه للحج ليحلفني في عرفه أنني لم أعرف أحدا غير الرجل السابق وأنني لم أتحدث مع أحد في هاتف العمل، للعلم أقسم بالله لم أزن ولم أخرج معه في سيارته لوحدنا فهل يجوز لي أن أحلف في عرفة خوفًا مما قد يحدث لي وحفاظًا على زوجي وأولادي على أن لا أعود للحديث مع ذلك الرجل في غير مجال العمل, فهو يقوم بعمل بعض الديكورات في عملي فهو ليس لديه عمل حكومي إنما موهبة في التصميم والديكور أفيدوني جزاكم الله خيرًا, هل يجوز الحلف للخوف والحفاظ على بيتي وأسرتي التي تمتد ٢١ عاما الآن فأنا لا أقوى على البعد عن أولادي؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

عليك بالمبادرة إلى التوبة النصوح، والابتعاد عن مخالطة الأجانب، وقد رخص لك الشرع في إباحة الكذب لجلب مصلحة أو دفع مفسدة لا يمكن الوصول إليهما إلا بالكذب.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعلوم- بالضرورة عند كل مسلم- أن خلوة المرأة بالأجنبي حرام، وأن الكذب حرام.. ولذلك فإننا ننصح السائلة بتقوى الله تعالى وإخلاص التوبة له وعقد العزم الجازم على ألا تعود إلى ما فعلت فيما بقي من عمرها؛ فالتوبة النصوح تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن تاب تاب الله عليه.. وقد سبق بيان ذلك بالأدلة والتفصيل في عدة فتاوى منها: ٥٤٥٠، ٩٣٥٦٧، ٧٣٢٨٩، ٣٤٤٢٦، ٥٠٢٩٠ فنرجو أن تطلعي عليها.

كما ننصحك بترك هذا العمل والابتعاد عن مخالطة الرجال الذين هم السبب في دخولك في هذه المعاصي والمشاكل.

كما ننصحك بتجنب إغضاب زوجك وننصحه بعدم السب والضرب واللجوء إلى التفاهم والبعد عن الشك وإذا أصر على السب والضب والإهانة فيمكنك توسيط من يقوم بنصحه من أهل الخير والصلاح ممن يرجى تأثيرهم عليه ...

وإذا أصر زوجك على أن تحلفي له جاز لك ذلك إذا لم تجدي وسيلة لإقناعه غير ذلك؛ فقد نص أهل العلم على جواز الكذب إذا كان لمقصد شرعي أو لمصلحة معتبرة أو دفع مفسدة لا يمكن دفعها إلا بالكذب والحلف عليه إذا لم يكن في ذلك ضرر على الغير.

وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتاوى التالية أرقامها: ٥٢١٩٩، ٢٥٦٢٩، ١٠٠٩٠٣ فنرجو أن تطلعي عليها.

ولا شك أن المحافظة على كيان الأسرة مقصد شرعي ومصلحة معتبرة.. وأن تفككها مفسدة ينبغي تجنبها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ رجب ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>