للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أضرار الخمر طبيا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طبيب أسنان أعمل في بلد غير مسلم لدي مشكلة مع بعض المرضى الذين يسألون عن شرب الخمر بعد قلع الأسنان لا أعرف ماذا أقول لهم وخاصة في أحد المرات دخلت في نقاش عقيم مع أحدهم، وقال لي حرم ذلك في بلدك.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأضرار الخمر ومفاسدها مما تواتر علمها عند القاصي والداني، والعالم والجاهل. فمنها ما ذكره الحق سبحانه في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ {المائدة: ٩٠-٩١} .

ففي هاتين الآيتين أكد الله تحريم الخمر تأكيدا بليغا إذ قرنها بالأنصاب والأزلام، وجعلها من عمل الشيطان، وإنما عمله الفحشاء والمنكر، وأمر باجتنابها، وجعله سبيلا للفلاح، وذكر من أضرارها الدينية: الصد عن الواجبات والفضائل الشرعية من ذكر الله والصلاة، وذكر من أضرارها الاجتماعية: تقطيع الصلات، وإيقاع العداوة والبغضاء.

ومما يبين أضرار الخمر طبيا ما قاله أحد الباحثين: إن الإنسان لم يصب بضربة أشد من ضربة الخمر، ولو عمل إحصاء عام عمن في مستشفيات العالم من المصابين بالجنون، والأمراض العضال بسبب الخمر، وعمن انتحر أو قتل غيره بسبب الخمر، وعمن يشكو في العالم من آلام عصبية، ومعدية، ومعوية بسبب الخمر، وعمن أورد نفسه موارد الإفلاس بسبب الخمر، وعمن تجرد من أملاكه بيعا، أو غشا بسبب الخمر ... لو عمل إحصاء بذلك، أو ببعضه، لبلغ حدا هائلا، نجد كل نصح بإزائه صغيرا.

وأضرار شرب الخمر بعد قلع الأسنان لا تنقص عن أضرارها في الأوقات الأخرى إن لم تكن تزيد.

وعليه، فإن ردك على من يسأل عن شرب الخمر هو أن تبين له تلك الأضرار الموجودة بها، وليس يعنيك أمره بعد ذلك طالما أنك لا تملك وسيلة لصده عن استعمالها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>