للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإكثار من النوافل مجلبة لخيري الدارين]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أجاهد نفسي حتى أصلي السنن ولكني أواظب فترة ثم أرجع وأتركها، لو سمحت أرشدني على الطريق الصحيح؟ وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن تارك السنن يفوته خير كثير، ويوشك تارك السنن أن يفرط في الواجبات، واعلم وفقنا الله وإياك لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أن الإكثار من النوافل سبب في محبة الله تعالى للعبد ولاستجابة دعائه، روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلىّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..

والسنن تكمل ما نقص يوم القيامة من الفرائض، روى أصحاب السنن وأحمد عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك.

فإذا أردت -أخي العزيز- المثابرة على السنن فاستحضر هذه الأجور وهذه الخيرات المذكورة في الأحاديث، واحضر مجالس الذكر، وصلِّ في الجماعة وجالس الصالحين وباعد أهل الفسق والفجور، وقلل من حب الدنيا والانشغال بها والإسراف في المباحات، ونحو ذلك من الأمور التي تقوى الإيمان، فإنه بقوة الإيمان ينشط الجسم على العبادة ويلتذ بها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شوال ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>