للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[عليه دين لبنك إسلامي ويريد التوظف في بنك ربوي لسداده]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالب في الجامعة وأعمل في الوقت نفسه

ولكني اضطررت أن أخرج من عملي السابق لتعارضه مع دراستي ولعدم ضماني العمل نفسه لأني مهدد بالفصل, وأنا أملك أقساطا في بنك إسلامي يجب أن اسددها, فاضطررت لبحث عن عمل آخر يناسب وقت دراستي وأسدد به ديني فلم أجد غير بنك ربوي على ما أعتقد وهو التجاري. فهل يجوز لي العمل في هذا البنك لحاجتي الضرورية.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العمل في بنك ربوي غير جائز، لما فيه من التعاون على الإثم، وقد نهى الله عباده عن ذلك فقال: [وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ] (المائدة: ٢)

فإذا كان العمل يتعلق بالربا والشهادة على كتابته وتدقيق حسابات ونحو ذلك، كان التحريم أشد، والمنع أعظم.

لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم.

وأما دعوى الاضطرار للعمل في هذا البنك، فإنك لا تبلغ حد الضرورة حتى لا تجد عملا آخر حلالا، ولا تجد بديلا لسداد الأقساط غيره، وتخاف السجن أو الأذى إن لم تقم بسدادها عند حلول أجلها، عند ذلك يقال إنك مضطر فعلا، فيباح لك العمل حتى إذا انتهيت من سداد الدين وجب عليك تركه، لأن الضرورة تقدر بقدرها.

ولا شك أن أيا من ذلك غير موجود في حالتك، فالدين لبنك إسلامي، وعليه هيئة رقابة شرعية تعلم أن الغريم العاجز عن السداد لا يجوز التعرض له بأي من ذلك، فالواجب في شأنه واحد من اثنين:

١- العفو عنه بالتصدق عليه بالمبلغ.

٢- إنظاره حتى يجد ما يسدد به، وقد بين الله هذا في القرآن فقال: [وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (البقرة:٢٨٠) .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>