للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إعطاء المدرسة مشاريع جاهزة لمن تشرف عليهم ظلم وخيانة وغش]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت أدرس في معهد متوسط وبحكم الدراسة فإنه يتوجب في الفصل الثاني من السنة الثانية عمل مشروع لسبر المهارات العملية، بوجود مشرف لكن هناك مدرسة ل. م. أشرفت على ثلاثة مشاريع، المشكلة هنا أن الآنسة قد خانت الأمانة التي أودعها الله بين يديها من الإشراف على المشروع فقط إلى حد أنها قامت بإعطاء ثلاثة مشاريع جاهزة من ألفها إلى يائها غير مكترثة ولا آبهة ...

يا شيخي الكريم إن مشرف مشروعي هو مثل كل المشرفين النزيهين لا يتدخل إلا عند الضرورة, وهذا يستوجب من الطالب بذل جهد كبير وأحياناً سهرا متواصلا من أجل تحقيق النتائج العالية لكن في حالتنا تلك فإن طلاب المدرسة سوف يحصلون على علامات ممتازة ببساطة؛ لأن مشروع سنة خامسة جامعة لا يقاس بمشروع هواة ممن درسوا سنتين، ولما علمت المدرسة بإصراري على إيضاح صورتها وضعت لي علامة غير منصفة في مادتها، مع العلم أن ساعات المادة كانت تذهب إلى أ. وم. وو. وح.

فيا شيخي أفتني في المدرسة وببضع كلمات أقولها لها لكي تتوب عن هذا الذنب: إضاعة جهد الآخرين لصالح خاصتها.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تفعله هذه المدرسة أمر محرم لا يجوز، وهو يجمع بين الغش والخيانة والظلم؛ فإن درجات الطلاب هي التي يعول عليها في التمييز بينهم وتقدير مستوياتهم، وبالتالي هي التي يترتب عليها ما يتبوؤونه بعد ذلك من وظائف. وهذا إذا حصل فيه الغش تعدى ضرره إلى المجتمع كله بلا شك، لأن الأمر سيسند إلى غير أهله، وهذا من تضييع الأمانة.

ولا يخفى حجم الظلم الذي يقع على الطالب المجتهد إذا تفوق عليه من زملائه من يُعرف عنهم الكسل وتدني المستوى الدراسي، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا. رواه مسلم.

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة على أية حال، فقال صلى الله عليه وسلم: أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ. رواه الترمذي وحسنه وأبو داود. وصححه الألباني.

وعدَّ صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة من خصال المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. رواه البخاري ومسلم.

وجعل عليه الصلاة والسلام إضاعة الأمانة علامة على قرب خراب العالم، فقال صلى الله عليه وسلم: إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قيل: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ. رواه البخاري.

وراجع للفائدة هاتين الفتويين: ٥٦٦٥١، ٧٧١٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>