للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علم الفلك الحسابي والاستدلالي]

[السُّؤَالُ]

ـ[فضل الله العلماء وأنزلهم أحسن منزلة. فهل يدمج علماء الفلك ضمنهم مع العلم بأنهم يقومون بدراسة نفسية الشخص وملامح الشخصية انطلاقا من حركة الكواكب. وهل التصديق بما يقولون حلال أو حرام؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن علم الفلك ينقسم إلى قسمين: حسابي واستدلالي.

أما الحسابي فيستدل به على الجهات والقبلة وأوقات الصلوات ومعرفة أسماء الكواكب، ولا خلاف بين الفقهاء في جوازه، بل ذهب الجمهور إلى أنه فرض كفاية. قال ابن عابدين ... والحسابي حق وقد نطق به الكتاب في قوله تعالى: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ {الرحمن٥} أهـ..

أما الاستدلالي فهو الاستدلال بالتشكيلات الفلكية على الحوادث السفلية، وهذا القسم منهي عنه لحديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. قال البغوي في شرح السنة: المنهي عنه من علوم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع، وربما تقع في مستقبل الزمان ... وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ {لقمان: ٣٤} . فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة فغير داخل فيما نهى عنه. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ {الأنعام: ٩٧} .

وقال ابن تيمية: والتنجيم كالاستدلال بأحوال الفلك على الحوادث الأرضية هو من السحر، ويحرم إجماعا. اهـ.

فهو بهذا الاعتبار علم باطل وحدث عاطل مبناه على التخمين لا على العلم واليقين، لم ترد به الشريعة الغراء، وإنما يلهج به من لا خلاق له ولا نصيب، كما في "غذاء الألباب" وعليه، فلا يدخل الفلكي –المنجم- ضمن من فضل الله من العلماء، لأنه آثم بعمله هذا، وتجب عليه التوبة والكف عن التنجيم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>