للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[جملة المعاصي تدخل في عموم الإيذاء لله ورسوله]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل تعتبر المعصية التي يرتكبها المسلم من الإيذاء لله ورسوله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا {الأحزاب: ٥٧} ، وهذا الإيذاء يكون بارتكاب ما يكرهانه من الكفر والمعاصي، كما نص عليه جماعة من المفسرين، كالبيضاوي وأبي السعود والشوكاني والألوسي. وقال الطبري: يؤذون ربهم بمعصيتهم إياه، وركوبهم ما حرم عليهم. اهـ.

وقال البغوي: معنى الأذى هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عز وجل منزه عن أن يلحقه أذى من أحد. اهـ.

وقال ابن كثير: يقول تعالى متهددا ومتوعدا مَنْ آذاه، بمخالفة أوامره وارتكاب زواجره وإصراره على ذلك، وأذَى رسوله بعيب أو تنقص، عياذا بالله من ذلك اهـ.

وقال القشيري: يؤْذون اللَّهَ ورسولَه بعمل المعاصي التي يستحقون بها العقوبة، ويؤذون أولياءَه. اهـ.

وعليه؛ فجملة الذنوب والمعاصي تدخل في عموم الإيذاء المحرم لله ورسوله، وإن كان هذا الإيذاء جنس يدخل تحته أنواع كثيرة، بعضها أقبح من بعض.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>