للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من العقوق رفع الصوت على الوالد وأخذ ماله دون علمه]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي والد لا يقصرمعي في شيء، ويعطني ما أطلب، ولكن لا يعطيني المال عندما أطلبه منه إلا بعد عناء طويل يمكن أن يصل إلى العصبية، وبعض المرات لا أتمالك نفسي وأنفعل كثيراً وأرفع صوتي، وهذا يسميه عقوقا بالولدين، وأنا لا أريد أن يحصل ذلك، فأختصر الموضوع بأن آخذ منه من دون أن يعلم ولكن يعلم في النهاية أني أخذت منه المال من دون علمه، لكن لا يقول لي شيئاً؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأدب مع الأب والحرص على رضاه والإحسان إليه والبعد عما يسخطه واجب شرعي من آكد الواجبات، فقد قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا. {الأحقاف:١٥} .

ورفع الصوت على الوالد والانفعال في التعامل معه وسرقة ماله يعتبر مخالفا لإرضاء الوالد والإحسان إليه وهو محرم شرعا، فقد قال ابن الصلاح في فتاواه: العقوق المحرم كل فعل يتأذى به الوالد. انتهى.

ولا يفيدك في الأمر سكوته بعد العلم بأخذك المال ما دمت لست متأكدا من إذنه، فالواجب عليك أن تتوب من كل ما يسخط الوالد، وأن تستسمحه فيما أخذت من المال، فإن لم يسامحك وجب عليك أن ترده لما في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

هذا إذا كان الأب ليس مقصرا في النفقة الواجبة عليه، وأما إن حصل منه تقصير فيما يجب عليه من النفقة وكنت عاجزا عن كفاية نفسك فيجوز أن تأخذ من ماله بقدر الكفاية لقوله صلى الله عليه وسلم لهند: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف. متفق عليه.

وقد قدمنا الكلام على هذا الموضوع في فتاوى سابقة فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: ٣٠١٤٨ ٣١١٥٧، ٢١٨٥٩، ٧١٧٧١، ١٠٠٧٧٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>