للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البعد عن الاسترسال مع النفس والشيطان]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرسلت لكم بعض الأحاديث ولكن لم أحك لكم كيف حصلت عليها فأنا لست بعالم أعني لم أدرس العلم ومستوى دراستى الأساسي فبعض الأحاديث كانت منذ وقت طويل ثم ذكرني بها الله سبحانه وتعالى فأما هاته فهي حصلت عنها بينما أنا أتجول في الخلاء وأفكر في الله وفي نفسي وكان التفكير في نفسي هو لماذا لا أحفظ الأحاديث وكيف يمكن أن أقوي إيماني إذ لا أحفظ وكان أحيانا أقول ربي لاأستطيع أن أحفظ فالإيمان يقوى بالأحاديث ثم بدأ عقلي يفكر في إخراج الأحاديث بالتأمل في خلق الله وبما استوعبته من أفكار حول الدين وبدأت أحاول جمعها في حديث كي تبقى محفوظة في ذهن وبينما أنا أحاول حتى أوجدت حديثا وكنت أحس كأن شيئا وقع في ذهني في الأول استغربت في أول حديث من حيث قلت ربما الله أحس بمعاناتي كي أتقرب إليه فأكرمني بهذا الحديث ثم أحسست كأن روحا غيبية تدفعني لي تبلغه لي العلماء ولكن كنت أرفث وأقول من سيؤمن والوحي يقولون انتهى والتفكير بالدجال وأقول ربما سيقولون إنه الدجال فهم من يدعون أنهم رسول وأنا إذا قلت أوحي إلي سيقولون إنه يدعي أنه رسول وكنت أنسى وكنت أرجع ذلك إلى عدم تبليغي ذلك ولكن كنت أدعو الله أن يذكرني بها لي أبلغها إلى العلماء إذ علم فيها خيرا لعباده وعندما ابتلانى الله بما ابتلاني بدأت أتذكرها وأزيد أحاديث أخرى فكنت أحس بأن كلمات تخرج من قلبي فأقوم بترتيبها وأحيانا كانت تخرج بعد التفكير الطويل مرة واحدة وكانت أحيانا كأنها تفتح في ذكرتي فتحا فأعرف كلمة ثم تدخل في قلبي وكنت أقول في نفسي أنها تغسل في إيماني أو أفكر بأنها تزيد في إيماني وكنت أقول إنها تضع في قلبي إذ كان فيها إيمان أعتيها وإلا فلا وكانت كلها أعجبنى ولكن أن بعد يوم في الليلة التى هي قبل أن أرسل لكم الحديث أني أحسست بأنه فتح على قلبي كتاب وكنت أفكر من قبل في الحديث فأخرجته ثم أحسست بأن كان هناك كتابا على قلبي وربما أنه نفس الشيء الذي وقع من قبل ولم أحس به من حيث كنت شيئا ما مريض.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نتمكن من الاطلاع على رسالتك السابقة فنرجو أن ترسل لنا رقمها لنفيدك فيما أرسلت سابقا.

ثم إنا ننبهك إلى ضرروة البعد عن الاسترسال مع النفس والشيطان فيما يدور بخلدك، واصحب أهل العلم ولا تغتر بما يقول لك الشيطان. واعلم أن الدين قد كمل. وقد بين الشرع ما يزيد الإيمان وما يحصل به التعرف على الله تعالى وما يحصل به التعبد له، فهذا كلام الله بين أيدينا وهو أحسن الحديث كما في حديث البخاري.

وقد قال الله تعالى في الاكتفاء عن غيره من الأحدوثات: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {العنكبوت:٥١}

فاشتغل بالقران ففي تلاوته وحفظه أجر عظيم. وراجع للمزيد في الموضوع وفي أسباب زيادة الإيمان، وأهمية التفكر في آيات الله الكونية الفتاوى التالية أرقامها: ٦٢٩٩٥، ٥٠٧٤٤، ١٠١٧٣٧، ٩٣٢١٣، ٥٤٤٠٣، ٦٥٠٨٤، ٧٦٢١٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>