للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[جماعة أبوس داي - وحكم قراءة رواية دافنشي كود]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي جماعة أبوس داي، أريد موقعا إسلاميا يشرح عقائدهم، وما هو حكم قراءة رواية دافنشي كود؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر بعض من تكلموا على جماعة أبوس داي أنها مجموعة نصرانية كاثوليكية تابعة للفاتيكان، وأنها تعتمد على فكرة الإيمان القائم على تعذيب الجسد، ووخزه بالمسامير للتذكير الدائم بعذاب المسيح.

وأما الرواية التي سألت عنها فقد ذكر بعض من تكلموا في شأنها أنها تشكك في أسس الديانة النصرانية، وأن الفاتيكان منع قراءتها، وفي بعض الدول العربية منع تداولها بعد ضغوط من التجمعات المسيحية فيها.

فالرواية تثبت أن الدين المسيحي محرف، وأنه مختلط بالوثنية، وتذكر أن قسطنطين كان وثنياً، ثم خاف من النصارى فأحدث ديناً ممزوجاً بين الطقوس الوثنية والنصرانية، وتقدم نقضاً متتابعاً للمسلّمات التي ترسخت في وعي المسيحيين عن شخصية المسيح وأسرته وعلاقته بالمرأة، ثم تكشف الاستراتيجية التي اتبعتها الكنيسة في إعادة إنتاج المسيحية بما يوافق مصالح البابوات وكبار رجال الدين منذ القرن الميلادي الثالث إلى اليوم، وبذلك تهدم اليقينيات المتداولة في أذهان المؤمنين بالعقيدة المسيحية التي رسخها التفسير الكنسي الضيق للمسيحية، وتقدم وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر الكنيسة عن كل الظروف التي وافقت نشأة المسيحية الحقيقية، وبهذا فهي تثير السؤال الذي لا يخص المسيحية وحدها: ما الحقيقي وما الزائف في المعلومات المتداولة بين المؤمنين في سائر الديانات عن أنبيائهم، ورسلهم، وظروف نشأتهم، وكتبهم، تلك المعلومات التي جعلها التعليم المدرسي المغلق، ومصالح رجال الدين، والسلطات السياسية، جزءاً لا يتجزأ من الدين، فهل ما تتداوله الكنائس في العالم الآن هو حقائق موثوقة أم جملة أكاذيب؟

ومهما يكن من أمر فإن المسلم يعتمد في بيان حقيقة المسيح ورسالته على ما ثبت في الوحي، وأما ما يزعمه الكاتب ويذكره من الروايات والانتقادات فلا مانع من قراءته.

وللاطلاع على شرح عقائد النصارى وبيان بطلان ما عندهم راجع الموسوعة الميسرة. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٧٠٩٥، ٢١٥٩٩، ٣٠٥٠٦، ٧١٥٢٦، ٧٠٨٢٤، ٦١٤٩٩، ٥٣٠٢٩ فستجد فيها إحالة لعدة كتب ومواقع تفيدك بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ محرم ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>