للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم الاقتراض بالربا لسداد الديون وعمل مشروع تجاري]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب ملتزم والحمد لله أبلغ من العمر ٢٩ ربيعا، والكل يشهد لي بخلقي الحسن, والكل يعرف الظروف الاقتصادية في بلدنا درست الكمبيوتر في معهد خاص للحصول على شهادة حتى أتوظف بها ولكن الظروف المادية حالت دون إكمالي للدراسة, اقترضت مبلغا من صديق حتى أفتتح محلا لصيانة الكمبيوتر وأكمل دراستي والحمد لله وفقت بسداد المبلغ ولكن أنا الآن لا أملك النقود حتى أكمل مشروعي، فالمحل معطل عن العمل الآن، أو حتى أكمل دراستي ومع مرور الوقت والظروف الاقتصادية الصعبة هنا في فلسطين, بدأت الديون تتراكم علي من أجرة محل ومصاريف اليومية للمحل من كهرباء ومياه وغيرها.... " وأنا الآن في حيرة من أمري فالأهل ينظرون إلي كأنني عالة عليهم لأني لم أعد أقدر بتقديم المساندة المادية للبيت من مصاريف يومية للبيت، وبدأت المشاكل مع الأهل لعدم مقدرتي على مساعدتهم، وأنا كشاب لدي طموحي الشخصي ببناء عائلة - لا أخفي عليكم وأنا في هذا العمر دخل الحب إلى قلبي من فتاة أتمنى من الله أن يجمعني بها على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم....

سؤالي هو فكرت كثيرا وكثيرا بأخذ قرض من مؤسسة أو بنك حتى أتمكن من سداد ديوني وإكمال مشروعي الصغير الذي أتمنى من الله أن يوفقني به وأكمل دراستي وأتمكن أيضا من خطبة الفتاة التي أريد وأدعو الله أن يجمعنا سويا كي نسبحه ونشكره كثيرا, مع العلم أنني حاولت الاقتراض من أشخاص يملكون المال لكن جميع المحاولات باءت بالفشل لأسباب خاصة بهم ... سؤالي ما هو رأي الدين في هذه الظروف بالنسبة للقرض من البنك أو مؤسسة، فالمؤسسة تأخذ مبلغ ٥ بالمائة على المبلغ المقرض، أما البنك فهناك قروض خاصة للمشاريع الصغيرة وقروض خاصة بالزواج، أرشدوني ماذا أفعل فأنا في حيرة من أمري، الحمد لله أنا صابر ولدي أمل بفرج من الله قريب, والحمد لله على كل شيء، للأسف أقولها إن أصحاب النقود التي الله أعلم من أين مصدرها - أهي حلال أو حرام أقصد بها شكوك بمصدرها؟ تعرض علي المال حتى أعمل بها وأكمل مشروعي, وأصحاب الدين والمال يرفضون تقديم يد العون لي!!! ماذا أفعل. والحمد لله على كل شيء، الحمد لله الحمد لله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاقتراض بالفائدة حرام قطعا لأنه ربا، وما ذكرته من أمور لا تبيح لك هذا الفعل، فالربا كبيرة من الكبائر أخذا وإعطاء، ولا يباح إلا عند الضرورة ولا ضرورة في مثل حالتك، فعليك بالعمل والصبر حتى يفرج الله عنك.

وأما الشق الأخير من السؤال وهو المتعلق بصفة المال الذي قد يدفعه البعض إليك لتعمل فيه فنقول إنه إذا لم تعلم أن هذا المال المدفوع مال حرام فلا مانع من قبوله والعمل به على الوجه المشروع، فالأصل أن ما في يد الإنسان ملكه ولا يلزمك التنقيب عن مصدر ماله، وراجع للمزيد الفتوى رقم: ١٠٤٧٤٦.

وراجع في شروط حكم مشاركة صاحب محل مع صاحب رأس مال الفتوى رقم: ١٠٠٢٨٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ جمادي الثانية ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>