للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[اصرفي المال في وجوه الخير ولا ترديه للمقاول]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أستشيركم في أمر وأرجو أن تفيدوني. في الحقيقة أنا متحصلة على شهادة مهندس دولة، ومنذ ثلاث سنوات عند تخرجي تعاقدت أنا ومقاولة يعني مؤسسة مقاولات، وهذا العقد كان مقابل شهادتي فقط. أي أنا لم أعمل. مقابل مبلغ رمزي من المال، وهذا العقد كان بمدة ستة أشهر فقط، لكن الذي حصل أنه بعد هذه المدة اكتشفت أنه مازال يستغل شهادتي بدون علمي لمدة تزيد عن عامين. فهل إن طالبت بحقي وأخذت منه المال يجوز أم لا؟ لأشرح لكم أكثر أنا في بلدنا الدولة تلزم المقاولة أن يكون لديها مهندس في ملف المناقصة، فأنا أعطيته الشهادة فقط ولم أعمل معه فلم أمض على شيء، ولم أر أي مشروع، وكأنني أجرت له شهادتي. أرجو أن تكونوا فهمتم قصدي، وأن تفيدوني بالرد هل هذا المال حلال أم لا وفقكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتعاقد المذكور غير جائز من بدايته؛ لما فيه من الغش والخداع؛ فإن الدولة التي تشترط وجود مهندس في مؤسسات المقاولات إنما تقصد بذلك حصول الإشراف على أعمالها بما يضمن موافقتها لمعايير السلامة والجودة. أما وأنك لم تري أي مشروع أصلا، فهذا واضح في كون العقد المذكور غير جائز. وانظري الفتوى رقم: ٧٤٣٨١.

وعلى ذلك فما حصلت عليه من مال مقابل ذلك، فعليك أن تتخلصي منه بصرفه في المصالح العامة ووجوه البر، ولا يرد إلى المقاول حتى لا نجمع له بين غرضه المحرم والعوض.

وأما مطالبتك المؤسسة بمال مقابل استغلالها لشهادتك بعد ذلك، فلا يجوز، كما لم يجز عقد ذلك ابتداء، وإنما عليك إصلاح الأمر برفعه إلى الجهات المسئولة لإيقاف هذا الغش.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>