للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قبول نكاح ضعيف الدين مخالف للهدي النبوي]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي أننا أربع شقيقات بنات ووالد صغير توفيت أمي بسبب والدى فقد كان ومازال قاسي القلب منذ أن تزوج والدتي وهو ينفق من مالها حتى نفذ فبدأ بالعقارات حتى بيّع أمي كل ما تملك وفي النهاية طلب منها أن تكتب له الشقة التي نعيش بها باسمه ولما رفضت انهال عليها ضربا حتى فارقت الحياة وقد سجن ثلآث سنوات بتهمة ضرب أدى إلى موت المهم بعد خروجه أراد مني أنا وشقيقاتي أن نعمل له تنازلاً عن الشقة بصراحة رفضنا ولنا أسباب:

١- أنه قتل والدتي التي كانت دائما واقفة بجواره.

٢- حينما حدثت الوفاه كانت أكبر أخواتي عمرها ١٥ سنة ومع ذلك عملنا جميعا والآن شقيقتي الكبرى بالصف الرابع كلية الهندسة وتعمل أيضا بعد الظهر محاسبة بمستشفى تخصصي.

وأنا من أقوم ببعث المشكلة أدرس إدارة أعمال سنة ٣ وأعمل أيضا مديرة تنفيذية بإحدى شركات الدعاية والإعلان عبر الأنتر نت، وشقيقتي الصغرى طالبة في ٢ كلية تجارة وتعمل سكرتيرة استقبال بنفس المستشفى مع شقيقتي الكبرى بعد الكلية. وعندي شقيقتي الصغرى وهي ٢ ثانوي وتجلس بالمنزل. ولدي أخي في الصف الخامس الأبتدائي الأزهري.

المهم أننا ننفق على أنفسنا ولم يساعدنا أي أحد حتى عائلتنا كل من ساعدونا هم أصدقاء والدتي رحمها الله ساعدونا معنويا وأيضا بإيجاد العمل لكل منا.

المشكلة أن والدي الآن يرفع علينا قضايا بالمحاكم أننا غير مؤهلين بأننا نربي أخونا الصغير وأيضا يحاول إسقاط وصية أختي علينا وأنا خائفة جدا لأنه يقول أيضا إننا بنات ولا يمكن أن نعيش لوحدنا مع أننا خليناه يعيش معنا لكنه كان يأخد فلوسنا ولم يكن يريدنا نذهب إلى الجامعة ويقول كفاية ما أخذتم من التعليم وأيضاً يريد أن يزوجنا على مزاجه بحيث أنه يأخد فلوس من الذي يتقدم ميش لسه كمان ها يجهز ويتعب نفسه والآن أنا تقدم لي مخرج بالتليفزيون عنده فيلا وسيارة ومحترم وعائلته تحبني ويحبون أخواتي وأبوه يتمنى الخير لي ولأخواتى لدرجة أنه يريدني أعيش معاه أنا وأخواتي بعد الزواج أنا ميش راح أقولك بحبه لأ انا بحترمة ومقدرة كل ده بس فين ولي أمري هنا وأختي كمان متقدم لها ضابط دكتور زميلها بالمستشفى ورفضته كذلك المهم لحد أمتي هنرفض الدين بيقول ل أزوج لبكر إلا بولي وأنا للأسف ولي أمري كل يوم يبعث لي معاد على يد محضر من أجل أقبله في المحكمة.

أنا آسفة أني طولت بس بجد أريد حلاً أنا والله بعمله أنا وأخواتي بما يرضى الله وجيراني هم أهلي وأصحاب وأصدقاء والدتي رحمها الله ماذا أفعل وأنا كل يوم أرفض ناس طيبين في مراكز مرموقة وعيله موافقة عليه بكل ظروفي لدرجة أن مرة تقدم لشقيقتي وكيل النيابة الذي يحقق في القضية يعني ناس ما ترفض ومهندس في المخابرات يعني للأسف أن ماما الله يرحمها جبتنا على رأى جدتى بنات والحمد لله جمال ومهذبين ومتعلمين.

بس بردة من كتر مابنرفض الناس ال بيتجى ودق بابنا خايفة صحبتى مرة جاءت جمب ودنى وقالتلى الناس كدة ممكن تفتكر أنه في حاجة عندك انت وأخواتك أعوذ بالله.

صدقني لا أعرف المشكلة بالضبط.

فقط كنت أريد التكلم مع أحد، وشكراً]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن المشاكل المطروحة أمام المحاكم فيترك شأنها إلى المحاكم الشرعية لتقضي فيها حسب ما يتبين لها، والذي نقوله في هذا المقام، أن الإحسان إلى الأب وإن كان ظالماً متعدياً واجب على الأبناء، كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً (لقمان: من الآية١٥) ، وهذا من حق الوالد الكافر فكيف بالمسلم الظالم، وللوالد أن يأخذ من مال ولده ما يشاء إذا لم يصل حد الاضرار والإجحاف بالولد، لحديث: أنت ومالك لأبيك. فمال الولد مباح لوالده بنص هذا الحديث.

وأما موضوع الزواج فلتعلمي أن للأب ولاية النكاح على البنت، ولا تنزع عنه هذه الولاية إلا في حالة العضل أي منعه لابنته من الزواج بكفء لها، أو فقد العدالة، وفي هذه الحالة يرجع إلى القاضي الشرعي، ولا يجوز للأب أن يزوج ابنته بغير رضاها، وراجعي الفتوى رقم: ١٩١٢٩ وستجدين فيها حلاً لهذه المشكلة، كما أننا نقول لك ولأخواتك إن المعيار الشرعي في قبول ورفض الزوج هو الدين والخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي.

فإذا كان المتقدم يملك مالاً وعقاراً ووجاهة، ولكنه ضعيف الدين لا يلتزم في معاملاته بحلال ولا حرام، كما هو حال أكثر من يعمل في السلك الفني من ممثلين ومخرجين، فإن الزواج من هذا الشخص مخالف لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم، والخير كل الخير في اتباع توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها نصب عين المسلم، وقبل أن ننهي الجواب نشير إلى أنه لا ينبغي للمرأة ولا لأولادها رفض الزواج أو تأخيره بلا مسوغ شرعي، لكن ذلك لا يعني الموافقة على أيِّ متقدم، وأن يغضَّ النظر عن عدم التزامه وأخلاقه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>