للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قلما يسلم من الوقوع في الزنا الأكبر من أتى بمقدماته]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز للرجل أن يتمتع بفتاة لا تحل له بالضم والتقبيل وغير ذلك دون عمل فاحشة بحجة الخوف من الوقوع في الزنا؟

وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز للرجل أن يتمتع بفتاة لا تحل له بحجة الخوف من الوقوع في الزنا، إذ أنه بفعله ذلك قد وقع في نوع من أنواع الزنا، فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.

ومن ادعى أنه بفعله ذلك يدفع عنه الوقوع في الفاحشة الكبرى، وأنه واثق من نفسه أنها لن تتعدى ذلك، فدعواه كاذبة، فقلما يسلم من الوقوع في الزنا الأكبر من أتى بمقدماته على نحو ما جاء في السؤال، ومن خاف من الوقوع في الزنا حقاً وصدقاً فعليه أن يبتعد عن كل ما يثير شهوته وغريزته، ومن أعظم ذلك الخلوة بامرأة لا تحل له؛ فضلاً عن أن ينظر إليها.. إلى غير ذلك.

ثم اعلم أن الخوف من الوقوع في الزنا قاسم مشترك بين الناس جميعاً، فالكل مطالب بأن يخاف من الوقوع فيه، فلا يأمن أحد البلاء على نفسه، والمعصوم من عصمه الله، وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى التالية: ١٤٣٣٤، ١٧٦٤٢، ١٩٢٦٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>