للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تطاع الأم في اعتراضها على نكاح ابنها من فتاة معينة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أخي قام بالتعرف على فتاة عن طريق النت وأراد الارتباط بها ورفض موضوع الارتباط من العائلة وخصوصا والدتي مع إصرار أخي على الارتباط بهذه الفتاة وإغضاب والدتي حرصا مني على رضا والدتي وخوفا على هذه الفتاة من أن تدخل على عائلة مرفوضة من جميع أفرادها قمت بإرسال رسالة إلى هذه الفتاة أخبرها بأسلوب مؤدب وأرجو منها أن تنسحب من حياته بدون مشاكل للأسف لم تتصرف بحكمة وقامت بإخبار أخي وولدت مشاكل كثيرة أريد معرفة حكم الشرع في تصرفي هل أنا مخطئة ينتابني شعور بتأنيب الضمير والخوف من غضب الله مع أنني أقسم بالله لم أتصرف هذا التصرف إلا بالنية التي ذكرتها فأرجو أن تجيبوا على سؤالي بسرعة، وهل يحق لأخي الارتباط بها مع عدم رضا والدتي، والدي متوفى ونحن أطفال في بداية عمرنا ووالدتي هي من أشرفت وتحملت ما لم يتحمله أحد ليس من حقها التدخل في اختيار زوجة ابنها على الرغم من وضوح أسباب الرفض واقتناع الجميع بها إلا أخي، ف هل ممكن أن ينجح زواج بدأ بطريقة غير مشروعة (النت) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هنالك مخالفة شرعية في محاولتك ثني تلك الفتاة عن أمر الزواج من أخيك تفادياً للمشاكل فلا داعي للقلق، ولا ينبغي لأمك أن تعترض على زواج أخيك من هذه الفتاة إن لم يكن هنالك مسوغ شرعي لاعتراضها، وفي المقابل لا يجوز لأخيك مخالفة أمه والزواج من هذه الفتاة إن كان الرفض منها لسبب معتبراً شرعاً، ولكن إن كانت هذه الفتاة أهلاً لأن تكون له زوجة فيمكنه أن يسعى في محاولة إقناع أمه بالموافقة على زواجه منها، فإن وافقت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض فيجب عليه طاعتها، إلا إذا لم يكن لاعتراض أمه ما يبرره شرعاً، فله الزواج من هذه الفتاة ولو لم توافق أمه وليجتهد بعد ذلك في محاولة إرضائها.

ولا يلزم من الزواج الذي يكون بدايته التعارف عن طريق غير مشروع أن يكون مصيره الفشل، ولكن الواجب على المسلم التوبة إلى الله مما قد وقع فيه من محادثة بينه وبين الفتيات عن طريق النت أو غيره.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>