للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطلاق هو السبيل إذا لم تجد السبل الأخرى]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن أسرة نعاني مشكلة متفاقمة ونتمنى أن لا نطيل لكن لا مفر من الإطالة: توفيت أمي سنه ١٩٨٩م ونحن ستة إخوان, أربع بنات وولدان وأيضاً يسكن معنا في نفس البيت اثنان من أولاد عمي المتوفى سنة ١٩٨٦م وبعد زواج والدتهم سنة ١٩٨٧م وتزوج أبي بعد عام من وفاة أمي وكانت الزوجة الجديدة صغيرة السن وعمرها اثنا عشر عاماً تقريباً وخلال اثنا عشر سنة ماضية كانت زوجة أبي جيدة نوعاً ما مع بعض المنغصات البسيطة حال مشاكل الحياة. ولكن عام ٢٠٠٢م حصل أن قدر الله على والدي أن أصيب بجلطة دماغية وأصيب بشلل نصفي بسبب أنه خسر رأس ماله وحصلت عليه ديون كثيرة, والحمد لله أن الوضع مشي بشكل لأبأس به بالرغم من الديون والمرض لكن ولله الحمد قمت بسداد معظم الديون. * ومن تلك الفترة بدأت المشكلات, في البداية انتبهت إلى أنها صغيرة وأن أهلها ظلموها بأن وافقوا على زواجها برجل كبير في السن, والآن لديها أربعة أبناء ثلاث بنات وولد واحد وكلهم ما زالوا قُصر ونحن وأهلها نقول لها دائماً أن تصبر حتى تنال الجزاء من الله تعالى, فلما وجدت أن أهلها لا يريدون أن تطلق من والدي فأصبحت طباعها قاسية على أبي وترفض ملامسته وحتى الجلوس إلى جواره منذ مرضه (خمس سنوات حتى الآن تقريباً) وصارت تتفوه بكلام غير لائق وتصرفات لا أخلاقيه مثل اللباس غير المحتشم أمام أولاد عمي أو أولاد عمها أو التبرج بزينتها والجلوس معهم أمام أبي دون مراعاة شعوره من ذلك. * يقول أبي على لسانه ولا أدري مدى دقة هذه المعلومة أنه في أحد الأيام أثناء مرضه كان ابن عمي الأكبر وعمره الآن ستة وعشرون عاما كان موجودا في الغرفة التي ينام فيها والدي وزوجته وإخواني الصغار حيث يشاهد التلفزيون معهم وأراد أبي أن ينام فطلب من زوجته أن تطفئ النور وأطفأته ولكن بعد بعض الوقت رأى أبي أن زوجته أصبحت بجوار ابن عمي تحت (اللحاف) وعندما ناداها عادت إلى مكانها في الجهة الأخرى وأجابته ماذا تريد فقال لها ماذا تفعلين بجواره وأنكرت فبدأ شجار بينهما على هذا الموضوع وتتهمه بأنه خرف ولا يعرف ماذا يقول, وعندما عرفت أنا الموضوع أخبرت ابن عمي أن يشاهد التلفزيون]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن هذه المرأة من الأخلاق، كرفضها ملامسة زوجها أو الجلوس إلى جواره منذ مرضه ...

وما صارت تتفوه به من الكلام، وارتداء اللباس غير المحتشم أمام أولاد عمك أو أولاد عمها، والتبرج بزينتها، والجلوس معهم أمام أبيك ...

وما ذكرته عنها من أن أباك رآها بجوار ابن عمك تحت اللحاف ...

وصعودها إلى ابني عمك في أي وقت من الليل أو النهار بدون علمكم ...

وتعاونها معهما في سرقة أشياء من البيت ...

وإخبارها أبناءها بحضرة أبيكم أنهم بعد وفاته سيرثونه ...

وما تطاولت به على أبيكم من خنق ...

وما حاولته من لي يدك لإثارة المشاكل بينكم وبين أهلها ...

نقول: إن جميع هذه التصرفات وغيرها مما ذكرته وفصلته، هي –في الحقيقة- تصرفات طائشة، وليس في شيء منها ما تقبله الأعراف الاجتماعية، أحرى أن يكون فيها ما تقبله الشريعة الإسلامية.

ومن جهة أخرى فإن الطلاق يعقد الأمور ويشتت الأبناء، وقد نص العلماء على كراهته لغير حاجة، ولكنه مع ذلك يعتبر سبيلا مشروعا لحل المشاكل إذا لم تُجْدِ السبل الأخرى.

وعليه، فينبغي أن تقارنوا بين ما يترتب على طلاقها من المفاسد، وبين ما يجلبه لكم بقاؤها معكم في البيت، فإذا كانت مفسدة بقائها معكم أكبر من مفسدة طلاقها، فلا بأس بأن تساعدوا أباكم على طلاقها.

ولا شك أن ما ذكرته عنها من الأخلاق يبعد معه رجحان مصلحة بقائها معكم.

ونريد أن ننبه إلى أن أباكم إذا كان فاقدا عقله فإن طلاقه لا يعتبر نافذا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>