للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تقلب نفسية الشخص لا دلالة لها]

[السُّؤَالُ]

ـ[دخلت أمي فى غيبوبة يوم ١١رجب ١٤٢٨هـ أثناء وجودها بالمصيف وحدها ببيتها لم تكن تشتكي من أي مرض وعندما علمت بذلك أسرعت فى نفس اليوم للسفر إليها وصعدت روحها إلى ربها بعد أربعه أيام فى ١٥ رجب وكنت شديد القرب لها أثناء حياتها وباراً بها إلى أقصى الحدود وأنا رجل مؤمن يقظ الضمير, وقبل دخول أمى إلى غيبوبة الموت قضيت معها إجازتي السنوية والتي انتهت فى ٩ رجب وكانت خلالها سعيدة وراضية وقالت لأحد الأقارب إنها أسعد سيدة فى العالم، ولكن يا سيدى خلال قضائي معها فترة الأجازة لم أكن سعيداً وكنت مكتئبا دون سبب, وقد حلمت أثناء هذه الأجازة بأمي متوفاة وتغسلها أختي وزوجتي بحمام شقة المصيف وعندما استيقظت فى الصباح وجدت على سور شرفة الشقة التي بالدور السادس شيئا يبدو كأنه إخراج من كائن لم أستطع معرفته حيث إنه لا يمكن أن يكون من فأر مثلا لكبر حجمه وغرابة شكله ولا يمكن أن يكون من حيوان حيث لا مجال لدخوله وقد يكون طائراً كبير الحجم، ولكن الغريب أنه لم يحدث مثل هذا من قبل وقد زاد هذا الحدث بشعوري بانقباض شديد وسؤالي الذي يحيرني كثيراً كيف تحقق هذا الحلم بهذه الصورة القريبة جداً من الحقيقه بعد مرور ٤ أيام فقط، وما هذه الظواهر التي قد أحاطت بي قبل وفاة حبيبتي أمي التي استردها الله سبحانه إليه؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيراً على برك بأمك في حياتها، ونوصيك ببرها بعد موتها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ١٠٦٠٢.

ونسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته، واعلم أن الرؤيا قد تصدق وقد لا تصدق، لكنها لا يترتب عليها عمل ولا ينبني عليها حكم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ١٩٠٥٩، والفتوى رقم: ٤٩٤٠٨.

وأما ما وجدته قبل وفاة أمك على سور شرفتك فهو أمر عادي يحدث في سائر البيوت، ولا ينبغي أن يضيق صدر المرء برؤيته، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ١٤٣٢٦.

أما شعورك بالاكتئاب وعدم السعادة قبل وفاة أمك فهو كذلك أمر عادي ليست له دلالة معينة، وهكذا الإنسان لا يدوم على حال، أحياناً يفرح وأحياناً يحزن ويسعد ويشقى ويرضى ويغضب ويضحك ويبكي وهكذا، فهون على نفسك، واحرص على بر أمك بعد موتها على ما بيناه في الفتوى رقم: ١٠٦٠٢ والتي أحلناك عليها سابقاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>