للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم رجوع الورثة عن إقرارهم]

[السُّؤَالُ]

ـ[عمري ٨٢ عاما ولي من الأبناء ٦ وزوجتى من بلوغ شبابي وأنا أعمل وكل أموالي ذاهبة إلى عائلتي وكنت الوحيد مصدر رئيسي لدخل العائلة وصرفت ما صرفت في زواج إخواني وعلاج أختي المتوفاة في حياة الوالد وكانت دائما تقول حصتي في الأرض إليك وكانت والدتي مثلها وبقيت إلى سن ٤٧ إلى أن تزوجت وتوفي الوالد وتوفيت أختي ووالدتي إلى تبقى الميراث منذ زمن وأنا ساكن في البيت الذي ساهمت مساهمة كبيرة في بنائه وفي اجتماع للعائلة أقروا على إعطائي حصة شرعية حسب وصية والدنا (حصة ذكر) وكان الورثة مقرين بذالك وعند التقسيم التركة قالوا انس ما كتبناه ووقعنا ونسوا كل شيء حتى الرابط الأساس وهو أننا إخوة وفجأة باع أخي نصيبه حسب الشرع وليس الوصية التي هم أقروها مشاع ووقعت في مشاكل وتحت تهديد السلاح وأصبحت أعيش كل يوم في رعب على أبنائي وأرسلنا وجهاء البلد لرد القطعه المبيعة قال أخي بالحرف أبيع لليهود ولا أبيع لداود الذي هو أنا طبعا تأثرت كثيرا كانت أختي الصغيرة قد تنازلت عن قطعتها لي مقابل مال قليل لمعرفتها بالماضي ومدى مساهمتي في كل شيء وقررت بيع الأرض وتهجرت خارج بيتي وكلي ألم وحسرة على طمع الإنسان وكل الأرض لله وإلى اليوم وأنا في حيرة يا شيخنا.

أولا: مقاطعة أخي من قبلي على ما فعل بي وبعائلتي من تشرد.

ثانيا: ما وضع نصيبي في التركة التي هم أقروها.

ثالثا: أريد من فضيلتكم النصح لي في بقية عمري؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينكم ويؤلف بين قلوبكم ويجمع كلمتكم على الحق وينزع ما في قلوبكم من الغل ونزغات الشيطان إنه سميع مجيب.

والذي نوصيك به هو تقوى الله تعالى في السر والعلانية, وإصلاح ما بينك وبين إخوانك بالتي هي أحسن, ولتتذكر أن ما بينك وبين إخوانك إلى زوال بل كل شيء في هذه الدنيا إلى زوال, ولا شك أنت شاهدت ذلك في حياتك نسأل الله تعالى لك الصحة والعافية وطول العمر في طاعته سبحانه وتعالى.

ولتعلم أن ما ساعدت به أبويك وإخوانك من النفقات والعلاج هو في ميزان حسناتك إن احتسبته عند الله تعالى, ولا يحق لك الرجوع فيه إذا كنت فعلته تبرعا وهبة لعائلتك.

وأما حصة أختك وحصة أمك من الأرض فإذا قامت البينة الشرعية على أنهما وهباها لك فإنهما تعتبران ملكا لك إذا استوفيا شروط الهبة، ومن أهمها الحوز في حال حياة الواهب ومضي تصرفه. والحوز في كل شيء بحسبه، وكذلك إذا أقر لك بقية الورثة بالهبة.

وأما ما أوصى به والدك؟ فإن الوصية للوارث لا تصح ولا بأكثر من الثلث إلا إذا أجازها بقية الورثة وكانوا رشداء بالغين.

وعلى ذلك.. فإن كان الورثة قد أقروا لك في اجتماع عائلي أو في غيره بعد وفاة الأب بهذه الوصية أو ما يقابلها فإنها تعتبر ملكا شرعيا لك, ولا يحق لهم الرجوع فيها بعد ذلك.

وللمزيد من التفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتويين: ١٩٥٩٤، ٥٩٤٨٣، وما أحيل عليه فيهما.

ومرة أخرى ننصحك بتقوى الله تعالى فيما بقي من عمرك, فإن الأعمال بخواتيمها وخيرا العمر آخره, ومن أحسن فيما بقي يرجى أن يغفر له ما مضى، وحاول أن تصلح ما بينك وبين إخوانك فقد قال الله تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء: ١٢٨} .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>