للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[استعن بالله واعترف بالخطأ واسع لإرضاء والدك]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين أما بعد: فسؤالي يتلخص في الآتي: أيهما أحق بالرعايه الأب أم الأم , فأنا شاب أبلغ من العمر (٣٢) عاما قد امتحنني الله بأن يفترق والدي ووالدتي بعد حياه دامت (٣٣) عاما, أنالا أريد أن أكون متحاملا على والدي ولكن الجميع ممن كان يرى طريقة معاملة والدي لوالدتي يكبر على أمي تحملها وصبرها. باختصار يوم طلاق أمي من أبي والذي كان الطلاق الثالث وكنت خارج المنزل , فإذا والدي يتصل بي ويقول لي احضر حالا. دون أن أعلم أي شيء فإذا والدتي مطلقه (دون سبب) نعم دون سبب , فهناك أمور اختلقها والدي كأننا أعداء له وأننا لانريد له الخير فهناك قضايا كثيرة لا محل لها أن تذكر. المهم الذي حصل في ذلك اليوم أنني فقدت السيطرة على نفسي فتكلمت بكلام لايليق بابن أن يقوله لأبيه لا أعني أنني تكلمت بكلام بذيء ولكنني كنت معاتبا له عتابا شديدا. إلى أن قلت له إنه حرام عليك وعلى والدتي بعد أن طلقتهاأن تبقيان في بيت واحد, حينها قال لي: اخرج أنت وأمك من البيت, مع العلم أن البيت هو بيتي وأنا من يدفع الإيجار ويصرف على البيت , مع أن والدي يتقاض ما أتقاضاه من دخل. فأخذتني العزة بالإثم فقلت له أنت من يخرج من البيت لا أمي. حينها زاد الشرخ بيننا. وخرجت أنا وأمي من المنزل بعد يوم من التفكير وتأنيب الضمير بأنني قد أخطأت مع والدي. حاولت أن أصلح ما أفسدته بفعلي الأحمق ولكن دون ما جدوى. الآن مر أكثر من ٨ أشهر , حاولت فيها أن أتصل وأرى والدي وأستسمحه ولكن دون جدوى , الكلمة الوحيدة التي أسمعها منه هي (أنا لن أرضى عليك في حياتي أو بعد مماتي) . فما هو الحل؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيجب عليكم جميعا أن تتوبوا إلى الله وأن تصلحوا ذات بينكم كما أمركم الله تعالى حيث يقول: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) [الأنفال:١] . ويجب عليك أنت خاصة أن تسعى إلى إرضاء والدك بكل الوسائل وأن تظهر له التنصل من ذنبك والاعتراف بخطئك وأن تشفع له بمن له شفاعة عنده فإن سخط الوالد يعني سخط الله تعالى ولا تمل من تلك المحاولات واستعن عليها بالالتجاء إلى الله تعالى أن يصلحكم ويصلح ذات بينكم. ثم إن عليك أن تعلم أن الله عز وجل قرن حق الوالدين بحقه هو فقال: (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) [لقمان: ١٤] وقرن الأمر ببر الوالد بالنهي عن الشرك بالله فقال (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسان) [النساء: ٣٦] إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على وصية الإنسان بالإ حسان إلى أبويه ثم اعلم أيضا أن كون والدك أساء من وجهة نظرك أو نظر غيرك إلى أمك لا يعد مسوغا لك في الإساءة إليه هو فيجب عليك أن تقوم بموازنة ترضي عليك كلا أبويك فلا يكن برك بأمك على حساب برك بأبيك وإن حاولت هي أن تحملك على ذلك ففهمها أن هذا الرجل أبوك له عليك من الحقوق مثل ما لها وهذا الحق لا يسقطه طلاقه لها ولا زواجه بالمرأة أخري وهذه النقطة يحب تنبهك لها فإن المرأة إذا طلقها الرجل وتزوج بأخرى حاولت أن تحمل أبناءه على عقوقه كما ستحاول الزوجة الجديدة في الغالب أن تحمل الرجل على التشهير بأبنائه وعدم التغاضي لهم عن أي شيء وسيكون الخاسر الأكبر في هذا الصراع بين الزوجتين على الأب هم أبناؤه فعلى الأبناء أن يكونوا يقظين وألا يسمحوا لأحد بأن يدخل بينهم وبين أبيهم وأن يحاولوا أن يستميلوا زوجته الجديدة بالمودة والهدايا والكلام الطيب ونحو ذلك. والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>