للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إعراب\" لا ينال عهدي الظالمين\"]

[السُّؤَالُ]

ـ[أني أعلم أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز والذي يخلو من الأخطاء ولكن مازال الغرب والمسيحيون يبحثون عن إيجاد أي طريقة لتشويه صورة القرآن، ولكني لست جيدا بالنحو ولهذا لدي بعض الأسئلة

أولا: حيث إنه يقول بالموقع \"جاء في (سورة البقرة ٢: ١٢٤) : \" لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ\ وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول: الظالمون، وهذا نصب للفاعل\" فكيف يمكن الرد عليهم، وهناك الكثير من المحاولات لجعل القرآن كتابا مليئا بالأخطاء ... وهذه هي الوصلة للموقع فأرجو الرد

http://www.coptichistory.org/new_page_٢١٨.htm؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر السائل الكريم على اهتمامه بدينه وغيرته على كتاب ربه، وننبهه إلى أن كيد الأعداء لهذا الدين العظيم والتشكيك في كتابه والطعن في مبادئه أمور لا تنتهي، مصداقاً لقول الله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {البقرة:١٢٠} ، وقوله تعالى: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ {البقرة:٢١٧} ، وقوله تعالى: وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء {النساء:٨٩} ، ولكن الله تعالى ناصر دينه وحافظ لكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسوف تتحطم مكائد هؤلاء وترتد سهامهم في نحورهم، كما قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ {الأنفال:٣٦} ، وقال تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {الصف:٨} .

ولهذا فليطمئن قلبك ... ولا تشغل نفسك وتضيع وقتك في أباطيل هؤلاء فهم كما قال القائل:

كناطخ صخرة يوما ليوهنها * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

وبخصوص الآية الكريمة التي أشرت إليها، فإن كلمة الظالمين مفعول به لينال وهو منصوب بالياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم، وعهدي هي الفاعل وهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره (الدال) منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهي الكسرة، ولهذا فإن إعراب الكلمة واضح لا شك فيه إلا من ليس عنده أبسط مبادئ اللغة، والمعنى أن عهد الله لا ينال الظالمين أي لا يشملهم، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: ٥٧٣٥٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>