للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تضرر الحفدة من صديقة الجدة]

[السُّؤَالُ]

ـ[تحرص أمي على دعوة سيدة معينة في أغلب التجمعات العائلية لنا لأن جدتي رحمها الله كانت تحبها ولكننا أنا وإخوتي وزوجي وخطيب أختي لا نرتاح لها وفي كل مرة نراها فيها تحدث شجارات وخصام يمتد لأيام بيننا وأمي رافضة أن تصدق ذلك. أليس هناك دعاء يجعلها كارهة حضور هذه التجمعات التي نشتاق إليها ولكن في عدم وجودها؟ ويجعل أمي أيضا لا تحب فرضها علينا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عن سؤالك، نريد أولا أن ننبهك إلى أنه من تمام البر بجدتك رحمها الله صلة هذه المرأة التي كانت تحبها في حياتها. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي. رواه مسلم. وروى ابن ماجه وأبو داود عن أبي أسيد الساعدي قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بري أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟، قال: نعم، الصلاة (أي: الدعاء) عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما. ولكن إذا كنتم ـ حقا ـ تتضررون من هذه المرأة بما ذكرته من مشاجرات معها وخصام فإن الأولى عدم دعوتها لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وليس هناك دعاء يصرف هذه المرأة عنكم، ولكنكم إذا توجهتم إلى الله مخلصين في الدعاء، فإنه سيستجيب لكم. فقد قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:١٨٦} . وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ْ {غافر: ٦٠} . ولك أن تراجعي في شروط إجابة الدعاء فتوانا رقم: ٢٣٩٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>