للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[قضاء الفوائت مقدم على الاشتغال بالنوافل]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا لم ألتزم إلا في سن ٢٠، ولم أكن أؤدي فريضة الصلاة، وحاولت منذ بلوغي ٢٠ سنة أن ألتزم، ولكن كنت أحيانا أفوت بعض الصلوات أو أنام عنها، والآن ـ والحمد لله ـ ثبتني الله وأصبحت منتظماً ومواظباً على صلاتي، وأحاول في نفس الوقت أن أقضي تدريجيا ما فاتني، وسؤالي هو: هل يمكنني أن أصلي النوافل أم علي أولاً أن أنتهي من قضاء الفوائت كاملة؟ وهل يمكنني أن أصلي صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة ـ إذا ما احتجت إلى ذلك ـ من دون أن أكون قد أتممت قضاء الفوائت كاملة؟ وهي كثيرة، وهل تقبل مني صلاة الحاجة في هذه الحالة؟.

جزاكم الله كل خير ووفقكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، ونسأله لنا ولك الثبات والهداية، ثم اعلم أن الواجب هو قضاء الصلوات الفائتة على الفور، والمبادرة بذلك ـ ما أمكن ـ أولى من الاشتغال بالنوافل، وقد أوجب علماء المالكية فيما إذا كثرت الفوائت أن يقضي في اليوم صلاة يومين فأكثر، على ما بيناه في الفتوى رقم: ٤٤٠٧٠.

فإن كنت تستطيع الإتيان بهذا القدر من القضاء فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في صلاة ما شئت من النوافل ـ سواء الرواتب أو غيرها ـ وأما إذا كانت صلاة النوافل تتعارض مع القدر الواجب عليك قضاؤه فالواجب عليك الاشتغال بالقضاء، لأنه فرض وهو مقدم على النفل.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>