للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل هناك فرق بين الوضوء للنوم وغيره]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل هذا الكلام صحيح: لا يخفى عليكم إخواني كيفية وضوء الصلاة، وكما تعلمون فإن هذا الوضوء هو طهارة لنا لكي نقف ونجهز للصلاة طاهرين إن شاء الله، ولكن السؤال هنا: ما هو وضوء النوم؟ وكيف يكون؟ وضوء النوم يتم بنفس كيفية وضوء الصلاة، أي بأن تغسل يديك ثلاثا ثم تمضمض فمك ثلاثا، ثم أنفك ثلاثا، ثم وجهك ثلاثا ... ثم يديك حتى المرفقين ثلاثا ... ثم رأسك ... ثم أذنيك ... ثم رجليك ثلاثا. نلاحظ أنه لا يوجد فرق بينه وبين الوضوء لأي صلاة، في الواقع يوجد فرق لكنه ليس في كيفية الوضوء وإنما في مبطلات هذا الوضوء، فنحن نعلم أن الريح والتبول (حاشا المستمعين والقارئين) من مبطلات وضوء الصلاة, ولكن بالنسبة لوضوء النوم الريح والبول ليسا من مبطلاته، وإنما ما يبطل وضوء النوم هو الجماع, فبالجماع يبطل وضوء النوم, كما يبطل الريح والبول وضوء الصلاة. وجدت هذا الكلام في موقع فهل صحيح أن خروج الريح أثناء النوم أقصد أنني نائم لكن لم أدخل في النوم فهل صحيح أنه لا يبطل وضوء النوم فأنا أحب أن أنام بوضوء؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوضوء للنوم مشروع كما دلت على ذلك السنة الصحيحة، وصفته هي صفة وضوء الصلاة ونواقضه كذلك هي نواقض وضوء الصلاة، ولا نعلم أحداً من أهل العلم فرق بين الوضوء للنوم وغيره بهذا التفريق الذي ذكرته، وإنما قال بعض العلماء إن الوضوء للنوم لا ينتقض إذا أخذ الإنسان مضجعه، بمعنى أنه لا يلزمه تجديده في هذه الحال ليكون آتياً بالسنة، لا بمعنى أنه يصلي به، وهذا القول مرجوح وهو خلاف المعتمد، بل المعتمد أنه إن انتقض وضوؤه قبل أن ينام فعليه أن يعيده إن أراد تحصيل السنة، سواء انتقض قبل الاضطجاع أو بعده كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: ٦٦٣٢٠.

ولعل الجواب الذي قرأته يقصد صاحبه وضوء الجنب للنوم فإنه لا يبطل إلا بجماع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>